كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار العجير السلولي ونسبه

صفحة 43 - الجزء 13

  جميل إذا استقبلته من أمامه ... وإن هو ولَّى أشعث الرأس جافله⁣(⁣١)

  طويل سطيّ⁣(⁣٢) الساعدين عذوّر⁣(⁣٣) ... على الحيّ حتى تستقلّ مراجله

  ترى جارزيه يرعدان وناره ... عليها عداميل الهشيم وصامله⁣(⁣٤)

  / يجران ثنيا⁣(⁣٥) خيرها عظم جاره ... على عينه لم تعد⁣(⁣٦) عنها مشاغله

  تركنا أبا الأضياف في كل شتوة⁣(⁣٧) ... بمرّ⁣(⁣٨) ومردى⁣(⁣٩) كلّ خصم يجادله

  مقيما سلبناه دريسي مفاضة ... وأبيض هنديّا طوالا حمائله⁣(⁣١٠)

  فقال هشام: هلك واللَّه الرجل.


= الأبيات وتأخيرها وكذلك في ألفاظ بعض الأبيات. وفي «أشعار الحماسة» أيضا (ص ٤٦٨) و «الأمالي» (ج ٢ ص ٨٥ طبع دار الكتب) و «الأغاني» (ج ٨ ص ١٨٢ طبع دار الكتب) ورد هذا البيت ضمن قصيدة لزينب بنت الطثرية ترثي أخاها يزيد بن الطثرية؛ وفي هذه القصيدة أبيات مما نسب للعجير مع اختلاف في اللفظ أيضا. والطثرية (بإسكان الثاء)؛ هكذا ضبطه ابن خلكان بالعبارة في ترجمته ليزيد بن الطثرية فقال: «والطثرية بفتح الطاء وإسكان الثاء وبعدها راء ثم ياء النسب وهاء وهي أمة ينسب يزيد المذكور إليها؛ وهي من بني طثر بن عنز بن وائل. والطثرة: الخصب وكثرة اللبن. يقال: إن أمه كانت مولعة بإخراج زبد اللبن». وفي «القاموس وشرحه» (مادة طثر): «وطثرية (محركة): أم يزيد بن الطثرية الشاعر القشيري». وقد ضبط بالقلم في ط بإسكان التاء. وفي «أشعار الحماسة» و «الشعر والشعراء» و «طبقات ابن سلام» و «الكامل للمبرد» ضبط بالحركة بإسكان التاء أيضا.

(١) الشعث: تلبد الشعر واغبراره. يقال: شعث يشعث شعثا وشعوثة فهو شعث وأشعث وشعثان إذا أغبر شعره وتلبد. وجافله هنا: من الجفال؛ وهو الشعر الكثير. ورواية البيت في «الحماسة» و «الأمالي»:

كريم إذا لاقيته مبتسما ... وإما تولى أشعث الرأس جافله

(٢) سطي الساعدين: ذو بطش، وهو مبالغة من سطا عليه وبه سطوا وسطوة، إذا بطش به برفع اليد.

(٣) العذور: السيء الخلق. وإنما جعله عذورا لشدّة تهممه بأمر الأضياف وحرصه على تعجيل قراهم، حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم للضيفان ثم يعود إلى خلقه الأول. ورواية البيت في «الحماسة» و «الأمالي»:

إذا نزل الأضياف كان عذوّرا ... على الحيّ حتى تستقل مراجله

(٤) يرعدان: تصيبهما الرعدة إما من خوفه لاستعجاله إياهما وإما من البرد. يخبر أنه ينحر في الشتاء والجدب. وإنما جعل له جازرين على عادتهم في جعلهم أصحاب المهن فيهم اثنين اثنين؛ كالبائن والمستعلي في الحلب والماتح والقابل في الاستقاء. انظر «شرح التبريزي للحماسة» ٤٧٠، وفي «اللسان»: «وللناقة حالبان أحدهما يمسك العلبة من الجانب الأيمن، والآخر يحلب من الجانب الأيسر. والَّذي يحلب يسمى المستعلى والمعلى، والَّذي يمسك يسمى البائن». والعداميل جمع عدمل: الضخم القديم من الشجر.

والصامل والصميل: اليابس. ويروي «عدولي» كما في ح و «اللسان» «مادة عدل». والعدولي هنا: نسبة إلى عدولي، وهو موضع بنواحي البحرين تنسب إليه السفن. والهشيم هنا: الشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف شاء لأنها بدون ثمر. وصامله: يابسه.

يقول: على النار حطب يابس. وفي «اللسان» (مادة صمل) ورد هذا البيت منسوبا للعجير ولبنت الطثرية بلفظ «عداميل» بدل «عدولي». وفي بقية الأصول: ... السنام وناصله» وهو تحريف. ورواية الشطر في الحماسة والأمالي:

عليها عداميل الهشيم وصامله

(٥) الثنى: الناقة الَّتي ولدت بطنين. وولدها الثاني يسمى ثنيا أيضا. وخيرها عظم جاره يريد أن خير عظم فيها يهديه لجاره.

(٦) لم تعد: لم تصرف. يريد: لم يشغله عن نحرها ضنه بها لبصرة بقرى الأضياف والنحر لهم. وفي «الحماسة» و «الأمالي»: «بصيرا بها» يدل «على عينه».

(٧) كذا في جميع الأصول. وفي «أشعار الحماسة»: «في ليلة الصبا»، وفي «معجم البلدان»: «في ليلة الدجا».

(٨) «مر»: ماءة لبني أسد بينها وبين الخوة يوم شرقي سميراء وبهامات ابن عم العجير واسمه جابر بن زيد. (انظر «معجم البلدان» في رسم «مر»). وفي «أشعار الحماسة»: «مرو» وهو تحريف.

(٩) المردى في الأصل: صخرة يكسر بها النوى. يقال: فلان مردى الحروب أو الخصوم أي يرمون به فيكسرهم.

(١٠) الدريس هنا: الدرع الخلقة. والمفاضة: الدرع الواسعة. وأبيض هنديا: يريد سيفا. وجعله طويل الحمائل لطول قوامه. يقول: إنه أنفق ماله فيما نشر له حمدا فلم يكن لإرثه إلا ما ذكر من السلاح. ورواية البيت في «الحماسة» و «اللسان» (مادة درس):

مضى وورثناه دريس مفاضة ... وأبيض هنديا طويلا حمائله