كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المخبل ونسبه

صفحة 134 - الجزء 13

  فاز المخالس لما أن جرى طلقا ... أمّا حطيم بن علباء فقد غلبا⁣(⁣١)

  إني رميت بجلمود على حنق ... مني إليه فكانت رمية غربا⁣(⁣٢)

  ليثا إليّ يشقّ الناس منفرجا ... لحياه عنّانة لا يتّقي الخشبا⁣(⁣٣)

  فأورثتني قتيلا إن لقيت وإن ... أفلتّ كانت سماع السّوء والحربا⁣(⁣٤)

  سعى المخبل في إبل جار بني قشير

  ثم أخذ بنو⁣(⁣٥) حازم جارا لبني قشير، فأغار عليه المنتشر بن وهب الباهليّ، فأخذ إبله، فسأل في بني تميم حتّى انتهى إلى المخبل، فلما سأله قال له: إن شئت فاعترض إبلي فخذ خيرها ناقة، وإن شئت سعيت لك في إبلك. فقال: بل إبلي. فقال المخبل⁣(⁣٦):

  إنّ قشيرا من لقاح ابن حازم ... كراحضة حيضا وليست بطاهر⁣(⁣٧)

  فلا يأكلها الباهليّ وتقعدوا ... لدى غرض أرميكم بالنواقر⁣(⁣٨)

  أغرّك أن قالوا لعزة شاعر ... فناك أباه من خفير وشاعر

  فلما بلغهم قول المخبل سعوا بإبله، فردّها عليهم حزن بن معاوية بن خفاجة بن عقيل، فقال المخبل في ذلك:

  /

  تدارك حزن بالقنا آل عامر ... قفا حضن والكرّ بالخيل أعسر⁣(⁣٩)

  فإنّي بذا الجار الخفاجيّ واثق ... وقلبي من الجار العباديّ أوجر⁣(⁣١٠)

  إذا ما عقيليّ أقام بذمّة ... شريكين فيها فالعبادي أوجر⁣(⁣١١)

  لعمري لقد خارت خفاجة عامرا ... كما خير بيت بالعراق المشقّر⁣(⁣١٢)

  وإنّك لو تعطي العبادي مشقصا ... لراشي كما راشى على الطبع أبخر⁣(⁣١٣)

  - راشى من الرّشوة -


(١) في ح: «فار المخالس» بالخاء وفي ط «المجالس» بالجيم وفي ب، س، ش «فال» بدل «فاز» والمخالس: الَّذي يأخذه غيره خلسة.

(٢) الجلمود: الحجر. والرمية الغرب: الَّتي لا يدري من رماها.

(٣) عنانة: مبالغة من العنن، وهو اعتراض الموت.

(٤) الحرب: الهلاك.

(٥) في ح «بني» بالياء وهو تحريف.

(٦) في ح أضافة «فقال المخبل قوله».

(٧) الراحضة بالحاء المهملة: الغاسلة.

(٨) النواقر: بالقاف، أي الدواهي.

(٩) قفا حضن، أي خلفه. وحضن: جبل بأعلى نجد. قال:

فما قلص وجدن معقلات ... قفا حضن بمختلف التجار

وفي الأصول: «قنا حصن»، تحريف.

(١٠) الأوجر: الخائف.

(١١) في الأصول: عقيليا. الأوجر هنا: الكاره الناقض للعهد.

(١٢) المشقر: موضع ببلاد العرب. وفي الأصل: «جارت خفاجة» و «جير». وخاره: صار خيرا منه. وخير: اصطفى.

(١٣) المشقص: النصل العريض، وقيل: سهم يرمى به.