أخبار عبد الصمد بن المعذل ونسبه
  أحزان نفسي عليها غير منصرمه ... وأدمعي من جفوني الدّهر منسجمه(١)
  على صديق ومولى لي فجعت به ... ما إن له في جميع الصالحين لمه(٢)
  كم جفنة مثل جوف الحوض مترعة ... كوماء جاء بها طباخها رذمه(٣)
  قد كلَّلتها شحوم من قليتّها ... ومن سنام جزور عبطة سنمه(٤)
  غيّبت عنها فلم تعرف له خبرا ... لهفي عليك وويلي يا أبا سلمه
  ولو تكون لها حيّا لما بعدت ... يوما عليك ولو في جاحم حطمه(٥)
  قد كنت أعلم أنّ الأكل يقتله ... لكنّني كنت أخشى ذاك من تخمه
  إذا تعمّم في شبليه ثم غدا ... فإنّ حوزة من يأتيه مصطلمه(٦)
  شعره في فتى عشقه
  أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني أحمد بن يزيد المهلبي عن أبيه، قال:
  كان عبد الصمد بن المعذل يتعشّق فتى من المغنين، يقال له: أحمد، فغاضبه الفتى وهجره، فكتب إليه:
  صوت
  سل جزعي مذ صددت عن حالي ... هل خطر الصبر على بالي
  لا غيّر اللَّه سوء فعلك بي ... إن كنت أعتبت فيك عذّالى
  ولا ذممت البكالي عليك ولا ... حمدت حسن السلوّ من سال
  لو كنت أبغي سواك ما جهلت ... نفسي أنّ الصّدود أعفى لي(٧)
  لجحظة في هذه الأبيات رمل مطلق.
  هجاؤه لقينة بصرية
  أخبرني الحسن بن علي، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثني عليّ بن محمّد النّوفلي، فقال:
  هجا عبد الصمد بن المعذّل قينة بالبصرة قال فيها:
  تفتّر عن مضحك السّدريّ إن ضحكت ... كرف الأتان رأت إدلاء أعيار(٨)
(١) منسجمة: منصبة سائلة.
(٢) اللمة، بالضم: المثل والشكل.
(٣) الكوماء: المرتفعة. والرذمة: الَّتي تسيل دسما.
(٤) الجزور: الناقة المذبوحة. والعبطة: ما ذبحت من غير علة. والسنمة: العظيمة السنام.
(٥) الجاحم الحطمة: النار الشديدة.
(٦) الشبلان: عنى بهما الولدين. والمصطلمة: المستأصلة.
(٧) أعفى: أطيب وأحسن.
(٨) السدري، غنى به أبا نبقة السدري انظر ص ٢٥٠. كرف الأتان: يقال كرف الحمار وغيره يكرف، شم بول الأتان ثم رفع رأسه وقلب جحفلته. وربما قيل كرفت الأتان. وكل ما شممته فقد كرفته. الإدلاء: يقال أدلى الفرس أو البعير: أخرج ذكره ليبول. والأعيار:
جمع عير، وهو الحمار.