أخبار عبد الصمد بن المعذل ونسبه
  يا معشر العاشقين أنتم ... بالمنزل الأرذل الخسيس
  يزيد أضحى لكم رئيسا ... فاتّبعوا منهج الرئيس
  من رام بلَّا لرأس أير ... ذلَّل نفسا بحلّ كيس(١)
  هجاؤه للجماز وأبي قلابة
  / أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثني يزيد بن محمّد المهلبي، قال:
  بلغ عبد الصمد بن المعذل أنّ أبا قلابة الجرميّ تدسّس إلى الجماز لمّا بلغه تعرّضه له، وهجاؤه إياه، فحمله على الزيادة في ذلك، ويضمن له أن ينصره ويعاضده، وقد كان عبد الصمد هجا أبا قلابة حتّى أفحمه، فقال عبد الصمد فيهما:
  يا من تركت بصخرة ... صمّاء هامته أميمة(٢)
  إن الَّذي عاضدته ... أشبهته خلقا وشيمه(٣)
  وكفعل جدّتك الحدي ... ثة فعل جدّته القديمة
  فتناصرا، فابن اللئي ... مة ناصر لابن اللئيمه
  عتابه لصديق ارتفعت حاله
  حدّثني جعفر بن قدامة، قال: حدّثني أبو العيناء، قال: كان لعبد الصّمد بن المعذّل صديق يعاشره ويأنس به، فتزوّج إليه أمير البصرة، وكان من ولد سليمان بن عليّ، فنبل الرّجل وعلا قدره، وولَّاه المتزوّج إليه عملا، فكتب إليه عبد الصمد:
  أحلت(٤) عمّا عهدت من أدبك ... أم نلت ملكا فتهت في كتبك
  أم هل ترى أنّ في مناصفة الأخ ... وان نقصا عليك في حسبك
  أم كان ما كان منك عن غضب ... فأيّ شيء أدناك من غضبك(٥)
  إنّ جفاء كتاب ذي ثقة ... يكون في صدره «وأمتع بك»
  كيف بإنصافنا لديك وقد ... شاركت آل النبيّ في نسبك
  قل للوفاء الَّذي تقدّره ... نفسك عندي مللت من طلبك
  أتعبت كفّيك في مواصلتي ... حسبك ماذا كفيت من تعبك
  فأجابه صديقه:
  كيف يحول الإخاء يا أملي ... وكلّ خير أنال من نسبك(٦)
(١) في الأصول: «دلك نفسا لحل».
(٢) الأميم: المشجوج الرأس، الَّذي بلغت الطعنة أم دماغه.
(٣) الشيمة: الطبع والسجية. س، ش: «وسيمه». والسيمة: العلامة.
(٤) حلت: تغيرت.
(٥) في الأصول: «عن غضبك».
(٦) في الأصول: «كيف أحول».