كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مسعدة ونسبه

صفحة 182 - الجزء 13

٢٠ - أخبار مسعدة ونسبه

  هو مسعدة بن البختريّ بن المغيرة بن أبي صفرة، بن أخي المهلَّب بن أبي صفرة. وقد مضى نسبه متقدّما في نسب يزيد بن محمّد المهلبي وابن أبي عيينة وغيرهما.

  وهذا الشعر يقوله في نائلة بنت عمر بن يزيد الأسيديّ وكان يهواها.

  تشبيب مسعدة بنائلة

  أخبرني بخبره في ذلك أبو دلف هاشم بن محمّد الخزاعي قال: حدّثني عيسى بن إسماعيل تينة، عن القحذميّ قال:

  كان مسعدة بن البختريّ بن المغيرة بن أبي صفرة، يشبّب بنائلة بنت عمر بن يزيد الأسيديّ أحد بني أسيّد بن عمرو بن تميم⁣(⁣١)، وكان أبوها سيّدا شريفا، وكان على شرط العراق من قبل الحجّاج، وفيها يقول:

  أنائل إنّني سلم ... لأهلك فاقبلي سلمي

  قال القحذميّ: وأمّ نائلة هذه عاتكة بنت الفرات بن معاوية البكَّائي، وأمّها الملاءة بنت زرارة بن أوفى الجرشيّة، وكان أبوها فقيها محدّثا من التابعين. وقد شبّب الفرزدق بالملاءة وبعاتكة ابنتها.

  عاتكة بنت الفرات وما قيل فيها

  قال عيسى: فحدثني محمّد بن سلام قال: لا أعلم أنّ امرأة شبّب بها وبأمّها وجدتها غير نائلة. فأمّا نائلة فقد ذكر ما قال فيها مسعدة، وأمّا عاتكة فإنّ يزيد بن المهلب تزوّجها؛ فقتل عنها يوم العقر، وفيها يقول الفرزدق:

  /

  إذا ما المزونيات أصبحن حسّرا ... وبكَّين أشلاء على غير نائل⁣(⁣٢)

  فكم طالب بنت الملاءة إنّها ... تذكر ريعان الشّباب المزايل⁣(⁣٣)

  ما قيل في أمها الملاءة

  وفي الملاءة أمّها يقول الفرزدق:

  كم للملاءة من طيف يؤرّقني ... إذا تجر ثم هادي الليل واعتكرا⁣(⁣٤)

  قصة عاتكة بنت الملاءة

  أخبرني الحرمي بن العلاء قال: حدّثني الزّبير بن بكَّار قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه قال:


(١) في «الاشتقاق» ١٢٧: «وأسيد تصغير أسود في لغة تميم، وسائر العرب يقول: أسيود. فإذا نسبوا إليه قالوا أسيديّ، كرهوا كثرة الكسرات، واستثقلوا أن يقولوا: أسيّدي».

(٢) الحسر: كاشفات الوجوه. الأشلاء: الأعضاء، عنى بها القتلى.

(٣) المزايل: المفارق.

(٤) تجرثم: اجتمع. وهادي الليل: أوّله. اعتكر: اشتد ظلامه.