كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مطيع بن إياس ونسبه

صفحة 188 - الجزء 13

  وخالها فريد ... ليس له جيران

  إذا مشت تثنّت ... كأنّها ثعبان

  فرمى إليه بما معه من المال والجوهر، ثم دخل فلم يلبث أن خرج إليّ رسوله بما عليه من الثّياب والحمار الَّذي كان تحته.

  صحبته لجماعة من الزنادقة

  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال:

  كان مطيع بن إياس، ويحيى بن زياد الحارثيّ، وابن المقفّع ووالبة بن الحباب يتنادمون ولا يفترقون، ولا يستأثر أحدهم على صاحبه بمال ولا ملك، وكانوا جميعا يرمون بالزّندقة.

  صلته بعبد اللَّه بن معاوية

  حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال: حدّثني عليّ بن محمّد النوفليّ عن أبيه وعمومته، أنّ مطيع بن إياس وعمارة بن حمزة من بني هاشم، وكان مرميّين بالزندقة، نزعا إلى عبد اللَّه بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب لمّا خرج في آخر دولة⁣(⁣١) بني أمية، وأوّل ظهور الدّولة العباسية بخراسان، وكان ظهر على نواح من الجبل: منها أصبهان وقمّ ونهاوند، فكان مطيع وعمارة ينادمانه ولا يفارقانه.

  قال النوفلي: فحدثني إبراهيم بن يزيد بن الخشك قال:

  / دخل مطيع بن إياس على عبد اللَّه بن معاوية يوما وغلام واقف على رأسه يذبّ عنه بمنديل - ولم يكن في ذلك الوقت مذابّ، إنّما المذابّ عباسية - قال: وكان الغلام الَّذي يذبّ أمرد حسن الصّورة، يروق عين الناظر، فلما نظر مطيع إلى الغلام كاد عقله يذهب، وجعل يكلَّم ابن معاوية يلجلج، فقال:

  إنّي وما أعمل الحجيج له ... أخشى مطيع الهوى على فرج⁣(⁣٢)

  أخشى عليه مغامسا مرسا ... ليس بذي رقبة ولا حرج⁣(⁣٣)

  ما قاله هو وعمارة في صاحب شرطة ابن معاوية

  / أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد النوفلي قال: حدّثني أبي عن عمه عيسى قال:

  كان لابن معاوية صاحب شرطة يقال له: قيس بن عيلان العنسيّ النوفلي [وعيلان] اسم أبيه، وكان شيخا كبيرا دهريّا لا يؤمن باللَّه، وكان إذا عسّ لم يبق أحد إلا قتله، فأقبل يوما فنظر إليه ابن معاوية ومعه عمارة بن حمزة ومطيع بن إياس، قال:

  إن قيسا وإن تقنّع شيبا ... لخبيث الهوى على شمطه⁣(⁣٤)

  أجزيا عمارة. فقال:

  ابن سبعين منظرا ومشيبا ... وابن عشر يعدّ في سقطه⁣(⁣٥)


(١) كلمة «دولة» زيادة في ش.

(٢) الحجيج: جماعة الحجاج.

(٣) المغامس: الشديد الشجاع. والمرس: الشديد. الرقبة: التحفظ والخشية. والحرج؛ التهيب. وفي الأصول: «خرج» تحريف.

(٤) الشمط: بياض الرأس يخالطه السواد.

(٥) السقط: الفضيحة.