كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مطيع بن إياس ونسبه

صفحة 192 - الجزء 13

  نسبة هذا الصوت

  صوت

  أظنّ خليلي غدوة سيسير ... وربّي على أن لا يسير قدير

  عجبت لمن أمسى محبّا ولم يكن ... له كفن في بيته وسرير

  غنّى في هذين البيتين إبراهيم الموصليّ، ولحنه ثقيل أوّل بالسّبّابة في مجرى البنصر، وفيهما لحن يمان قديم خفيف رمل بالوسطى.

  معاتبة عمر بن سعيد له في أمر مكنونة وما قال في ذلك

  / حدثني الحسن قال: حدّثني ابن مهرويه قال: حدّثني إبراهيم بن المدبّر عن محمّد بن عمر الجرجاني قال:

  كان لمطيع بن إياس صديق يقال له: عمر بن سعيد، فعاتبه في أمر قينة يقال لها «مكنونة» كان مطيع يهواها حتى اشتهر بها، وقال له: إن قومك يشكونك ويقولون: إنّك تفضحهم بشهرتك نفسك بهذه المرأة، وقد لحقهم العيب والعار من أجلها! فأنشأ مطيع يقول:

  قد لا مني في حبيبتي عمر ... واللَّوم في غير كنهه ضجر⁣(⁣١)

  قال أفق، قلت لا، قال بلى ... قد شاع في الناس عنكما الخبر

  قلت قد شاع فاعتذاري ممّا ... ليس لي فيه عندهم عذر

  عجز لعمري وليس ينفعني ... فكفّ عني العتاب يا عمر

  وارجع إليهم وقل لهم قد أبى ... وقال لي لا أفيق فانتحروا⁣(⁣٢)

  أعشق وحدي فيؤخذون به ... كالتّرك تغزو فيقتل الخزر⁣(⁣٣)

  رأي مطيع في النساء

  أخبرني الحسن قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني ابن أبي أحمد عن أبي العبر / الهاشميّ قال: حدّثني أبي أنّ مطيع بن إياس مرّ بيحيى بن زياد، وحماد الراوية وهما يتحدّثان، فقال لهما: فيم أنتما؟ قالا: في قذف المحصنات. قال: أو في الأرض محصنة فتقذفانها؟!

  ابتداعه حديثا مصنوعا وإحراجه للعباس بن محمّد حين استشهد به

  حدّثني عيسى بن الحسن الورّاق قال: حدّثني عمر بن محمّد بن عبد الملك الزيات. وحدثنيه الحسن بن عليّ عن ابن مهرويه عن عمر بن محمّد بن عبد الملك الزيات، قال: حدّثني محمّد بن هارون قال:

  / أخبرني الفضل بن إياس الهذليّ الكوفيّ أنّ المنصور كان يريد البيعة للمهديّ، وكان ابنه جعفر يعترض عليه في ذلك، فأمر بإحضار الناس فحضروا، وقامت الخطباء فتكلَّموا، وقالت الشعراء فأكثروا في وصف المهديّ وفضائله، وفيهم مطيع بن إياس، فلما فرغ من كلامه في الخطباء وإنشاده في الشعراء قال للمنصور: يا أمير المؤمنين، حدّثنا فلان عن فلان أنّ النبي قال: «المهديّ منا محمّد بن عبد اللَّه وأمّه من غيرنا، يملؤها عدلا كما


(١) الكنه: الوجه والحقيقة.

(٢) يقال انتحروا: تشاحوا عليه فكاد بعضهم ينحر بعضا من شدّة حرصهم.

(٣) الخزر: اسم جيل من الناس خزر العيون ضيقوها.