أخبار مجنون بني عامر ونسبه
  الغناء(١) للحسين بن محرز ثقيل أوّل بالوسطى من جامع أغانيه:
  إذا ذكرت ليلى عقلت وراجعت ... روائع(٢) عقلي من هوى متشعّب
  وقالوا صحيح ما به طيف جنّة(٣) ... ولا الهمّ إلا بافتراء التكذّب(٤)
  وشاهد وجدي دمع عيني وحبّها ... برى اللحم عن أحناء(٥) عظمي ومنكبي
  صوت
  تجنّبت ليلى أن يلجّ بك الهوى ... وهيهات كان الحبّ قبل التجنّب
  ألا إنّما غادرت يا أمّ مالك ... صدى(٦) أينما تذهب به الريح يذهب
  / الغناء لإسحاق خفيف ثقيل(٧) أوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر(٨)، وفيه لابن جامع هزج من رواية الهشاميّ وهي قصيدة طويلة.
  ومما يغنّى فيه منها قوله:
  صوت
  فلم أر ليلى بعد موقف ساعة ... بخيف منى ترمي جمار المحصّب
  ويبدي الحصى منها إذا قذفت به ... من البرد أطراف البنان المخضّب
  فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرّب
  ألا إنما غادرت يا أمّ مالك ... صدى إينما تذهب به الريح يذهب
  فيه ثقيل أوّل مطلق باستهلال، ذكر ابن المكيّ أنه لأبيه يحيى، وذكر الهشاميّ أنه للواثق، وذكر حبش أنه
(١) في س، ء، م، أ: هذه الزيادة وهي: «غنى في هذين البيتين يحيى المكيّ خفيف رمل رواه عنه ابنه أحمد الغناء للحسين بن محرز الخ».
(٢) كذا في جميع الأصول ما عدا نسخة ح، وهو الموافق لما في «الديوان» طبع بولاق. والروائع: جمع رائعة أي مرتاعة، قال في «اللسان» مادة روع: وقد يكون رائع فاعلا بمعنى المفعول، أنشد ابن الأعرابيّ:
شذّانها رائعة من هدره
أي مرتاعة. وفي نسخة ح: «عوازب» وسيرد كذلك في جميع النسخ ص ٣٩ من هذا الجزء. والعوازب: جمع عازبة من عزب بمعنى غاب.
(٣) طيف حنة: مسّ من الجنّ.
(٤) في «ديوان الشعر والشعراء».
ولا لمم إلا افتراء التكذب
واللمم: الجنون، وقيل: طرف منه يلمّ الإنسان.
(٥) الأحناء: جمع حنو وهو كل شيء فيه اعوجاج كعظم الحجاج (العظم الذي ينبت عليه الحاجب) واللحى والضلع.
(٦) الصدى: الجسد من الآدمي بعد موته، ويطلق على الرجل النحيف الجسد، كما أنه يطلق على الصوت الذي يسمعه المصوّت عقب صياحه راجعا إليه من نحو الجبل والبناء المرتفع.
(٧) في أ، م، ء: «ثاني ثقيل أوّل».
(٨) في ت، ح: «في مجرى البنصر من روايته».