أخبار مطيع بن إياس ونسبه
  غنى فيه حكم غناء خفيفا، فلم يزالوا يشربون عليه بقية يومهم. وقد روي أن بعض هذا الشعر للمهدي وأنه قال منه واحدا، وأجازه بالباقي بعض الشعراء. وهذا أصح. لحن حكم في هذا الشعر خفيف رمل بالوسطى.
  مطيع يهجو أباه
  حدّثنا محمّد بن خلف وكيع قال حدّثني حماد عن أبيه قال:
  كان مطيع بن إياس عاقا بأبيه شديد البغض له وكان يهجوه، فأقبل يوما من بعد، ومطيع يشرب مع إخوان له، فلما رآه أقبل على أصحابه فقال:
  هذا إياس مقبلا ... جاءت به إحدى الهنات(١)
  هوّز فوه وأنفه ... كلمنّ في إحدى الصّفات /
  وكأنّ سعفص بطنه ... والثغر شين قريّشات(٢)
  لما رأيتك آتيا ... أيقنت أنك شرّآت
  مطيع يمدح معن بن زائدة
  حدّثني جعفر بن قدامة بن زياد الكاتب قال حدّثني حماد بن إسحاق عن أبيه عن محمّد بن الفضل السكوني قال:
  مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة بقصيدته الَّتي أوّلها:
  /
  أهلا وسهلا بسيّد العرب ... ذي الغرر الواضحات والنّجب
  فتى نزار وكهلها وأخي ال ... جود حوى غايتيه من كثب(٣)
  قيل أتاكم أبو الوليد فقا ... ل الناس طرّافي السهل والرّحب
  أبو العفاة الَّذي يلوذ به ... من كان ذا رغبة وذا رهب
  جاء الَّذي تفرج الهموم به ... حين يلزّ الوضين بالحقب(٤)
  جاء وجاء المضاء يقدمه ... رأي إذا همّ غير مؤتشب(٥)
  شهم إذا الحرب شبّ دائرها ... أعادها عودة على القطب(٦)
  يطفئ نيرانها ويوقدها ... إذا خبت نارها بلا حطب
  إلَّا بوقع المذكَّرات يشبّه ... ن إذا ما انتضين بالشّهب(٧)
(١) الهنات: الشرور والفساد.
(٢) في ب، ج: «سين قريسات». وقد تصرف الشاعر في أخوات أبجد، كما ترى: فقريشات هي «قرشت».
(٣) في كل الأصول: «حوى عانيه».
(٤) يلز: يقرن. الوضين: بطان عريض منسوج من سيور أو شعر. الحقب: الحزام الَّذي يلي حقو البعير.
(٥) هذه رواية «مهذب الأغاني». وفي الأصول:
جاء وجاء المضا بقدومه ... رأى إذا هم غير مؤتشب
مؤتشب: مختلط. يريد أنه غير متردّد.
(٦) في كل الأصول: «الحب». وفي س: «أعاد» وفي ب، ج: «أعاده» وهو خطأ.
(٧) المذكرات: جمع مذكَّر، وهو السيف ذو الماء.