كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن كناسة ونسبه

صفحة 228 - الجزء 13

  بكيت على أخ لك من قريش ... فأبكانا بكاؤك يا عليّ

  فمات وما خبرناه ولكن ... طهارة صحبه الخبر الجليّ

  ابن كناسة يحتفظ بكرامته في إملاقه

  أخبرني الحسن بن علي الخفّاف قال حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني محمّد بن عمران الضبّي قال:

  أملق محمّد بن كناسة فلامه قومه في القعود عن السلطان وانتجاعه الأشراف بأدبه وعلمه وشعره، فقال لهم مجيبا عن ذلك:

  تؤنّبني أن صنت عرضي عصابة ... لها بين أطناب اللئام بصيص⁣(⁣١)

  يقولون لو غمّضت لازددت رفعة ... فقلت لهم إني إذن لحريص⁣(⁣٢)

  أتكلم وجهي لا أبا لأبيكم ... مطامع عنها للكرام محيص

  معاشي دوين القوت والعرض وافر ... وبطني عن جدوى اللئام خميص⁣(⁣٣)

  سألقى المنايا لم أخالط دنيّة ... ولم تسر بي في المخزيات قلوص⁣(⁣٤)

  سرور ابن كناسة بلقاء الأوفياء والكرام

  حدّثنا الحسن بن علي قال حدّثني ابن مهرويه قال حدّثني محمّد بن عمر الجرجاني قال حدّثني إسحاق الموصلي قال:

  / أنشدني محمّد بن كناسة لنفسه قال:

  فيّ انقباض وحشمة فإذا ... صادفت أهل الوفاء والكرم

  أرسلت نفسي على سجيّتها ... وقلت ما قلت غير محتشم /

  قال إسحاق فقلت لابن كناسة: وددت أنه نقص من عمري سنتان وأني كنت سبقتك إلى هذين البيتين فقلتهما.

  حدّثني الحسن قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني محمّد بن عمران الضّبيّ قال حدّثني محمّد بن المقدام العجلي قال:

  ابن كناسة يرثي إبراهيم بن أدهم

  كانت أم محمّد بن كناسة امرأة من بني عجل، وكان إبراهيم بن أدهم خاله أو ابن خاله، فحدثني ابن كناسة أن إبراهيم بن أدهم قدم الكوفة فوجّهت أمّه إليه بهدية معه، فقبلها ووهب له ثوبا، ثم مات إبراهيم، فرثاه ابن كناسة فقال:

  رأيتك ما يكفيك ما دونه الغنى ... وقد كان يكفي دون ذاك ابن أدهما⁣(⁣٥)


(١) في الأصول: «تؤنبني إن نضب». الأطناب: جمع طنب، وهو حبل الخباء. بصيص: بريق.

(٢) الحرص: الجشع.

(٣) الجدوى: العطية. خميص: ضامر.

(٤) القلوص من النوق: الشابة.

(٥) في ح: «من دونه الغنى».