كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشمردل ونسبه

صفحة 238 - الجزء 13

  أقول وقد رجّمت عنه فأسرعت ... إليّ بأخبار اليقين محاصله⁣(⁣١)

  إلى اللَّه أشكو لا إلى الناس فقده ... ولوعة حزن أوجع القلب داخله

  وتحقيق رؤيا في المنام رأيتها ... فكان أخي رمحا ترفّض عامله⁣(⁣٢)

  / سقى جدثا أعراف غمرة دونه ... ببيشة ديمات الربيع ووابله⁣(⁣٣)

  بمثوى غريب ليس منا مزاره ... بدان ولا ذو الودّ منّا مواصله⁣(⁣٤)

  إذا ما أتى يوم من الدهر دونه ... فحيّاك عنا شرقه وأصائله⁣(⁣٥)

  سنا صبح إشراق أضاء ومغرب ... من الشمس وافى جنح ليل أوائله⁣(⁣٦)

  تحية من أدّى الرسالة حبّبت ... إليه ولم ترجع بشيء رسائله⁣(⁣٧)

  أبى الصبر أن العين بعدك لم يزل ... يخالط جفنيها قذى لا يزايله⁣(⁣٨)

  وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من مات بعدك شاغله

  يذكرني هيف الجنوب ومنتهى ... مسير الصّبا رمسا عليه جنادله⁣(⁣٩)

  وهتّافة فوق الغصون تفجّعت ... لفقد حمام أفردتها حبائله

  من الورق بالأصياف نواحة الضحى ... إذا الغرقد التفت عليه غياطله⁣(⁣١٠)

  وسورة أيدي القوم إذ حلَّت الحبا ... حبا الشّيب واستعوى أخا الحلم جاهله⁣(⁣١١)

  فعينيّ إذ أبكاكما الدهر فابكيا ... لمن نصره قد بان منا ونائله⁣(⁣١٢)

  / إذا استعبرت عوذ النساء وشمّرت ... مآزر يوم ما توارى خلاخله⁣(⁣١٣)

  وأصبح بيت الهجر قد حال دونه ... وغال امرأ ما كان يخشى غوائله


(١) الترجيم، من الرّجم، وهو القذف بالغيب والظن. قال زهير:

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم

وفي الأصل: «زممت»، صوابه من «أمالي اليزيدي».

(٢) عامل الرمح: صدره، وهو ما يلي السنان. ترفض: تكسر وتحطم. في الأصول: «ترقص»، صوابه من «أمالي اليزيدي».

(٣) «اليزيدي»: «أكناف غمزة» و «بهضبة كتمان المديم».

(٤) «اليزيدي»:

قريبا ولا ذو الودّ منا يواصله

(٥) «اليزيدي»:

«من الدهر بيننا ... فحياك منا «

(٦) «اليزيدي»:

«وكل سنا برق أضاء»

(٧) «اليزيدي»:

«حببت إلينا»

(٨) القذى: ما ترمى به العين من غمص ورمص. «اليزيدي»: «ما يزايله».

(٩) الهيف: ريح حارّة تأتي من نحو اليمن. الصبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. الرمس: القبر. الجنادل: الحجارة. وفي «أمالي اليزيدي»: «نسيم الصبا».

(١٠) في «أمالي اليزيدي»: «غياطله: ما اجتمع عليه والتف. والفرقد: شجر».

(١١) الحبا: جمع حبوة، وهو الثوب يحتبى به. وحل الحبا كناية عن الاستعداد للحرب ونحوها. ويقال استعوى فلان جماعته، إذا نعق بهم إلى الفتنة، وفي الأصول: «واستغوى»، صوابه بالعين المهملة كما في «أمالي اليزيدي».

(١٢) بان: بعد وانفصل. والنائل: العطاء.

(١٣) استعبرت: جرت عبراتهن. وعوذ النساء: جمع عائذ، والعائذ: كل أنثى إذا وضعت، مدة سبعة أيام، لأن ولدها يعوذ بها.