أخبار الشمردل ونسبه
  أقول وقد رجّمت عنه فأسرعت ... إليّ بأخبار اليقين محاصله(١)
  إلى اللَّه أشكو لا إلى الناس فقده ... ولوعة حزن أوجع القلب داخله
  وتحقيق رؤيا في المنام رأيتها ... فكان أخي رمحا ترفّض عامله(٢)
  / سقى جدثا أعراف غمرة دونه ... ببيشة ديمات الربيع ووابله(٣)
  بمثوى غريب ليس منا مزاره ... بدان ولا ذو الودّ منّا مواصله(٤)
  إذا ما أتى يوم من الدهر دونه ... فحيّاك عنا شرقه وأصائله(٥)
  سنا صبح إشراق أضاء ومغرب ... من الشمس وافى جنح ليل أوائله(٦)
  تحية من أدّى الرسالة حبّبت ... إليه ولم ترجع بشيء رسائله(٧)
  أبى الصبر أن العين بعدك لم يزل ... يخالط جفنيها قذى لا يزايله(٨)
  وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من مات بعدك شاغله
  يذكرني هيف الجنوب ومنتهى ... مسير الصّبا رمسا عليه جنادله(٩)
  وهتّافة فوق الغصون تفجّعت ... لفقد حمام أفردتها حبائله
  من الورق بالأصياف نواحة الضحى ... إذا الغرقد التفت عليه غياطله(١٠)
  وسورة أيدي القوم إذ حلَّت الحبا ... حبا الشّيب واستعوى أخا الحلم جاهله(١١)
  فعينيّ إذ أبكاكما الدهر فابكيا ... لمن نصره قد بان منا ونائله(١٢)
  / إذا استعبرت عوذ النساء وشمّرت ... مآزر يوم ما توارى خلاخله(١٣)
  وأصبح بيت الهجر قد حال دونه ... وغال امرأ ما كان يخشى غوائله
(١) الترجيم، من الرّجم، وهو القذف بالغيب والظن. قال زهير:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم
وفي الأصل: «زممت»، صوابه من «أمالي اليزيدي».
(٢) عامل الرمح: صدره، وهو ما يلي السنان. ترفض: تكسر وتحطم. في الأصول: «ترقص»، صوابه من «أمالي اليزيدي».
(٣) «اليزيدي»: «أكناف غمزة» و «بهضبة كتمان المديم».
(٤) «اليزيدي»:
قريبا ولا ذو الودّ منا يواصله
(٥) «اليزيدي»:
«من الدهر بيننا ... فحياك منا «
(٦) «اليزيدي»:
«وكل سنا برق أضاء»
(٧) «اليزيدي»:
«حببت إلينا»
(٨) القذى: ما ترمى به العين من غمص ورمص. «اليزيدي»: «ما يزايله».
(٩) الهيف: ريح حارّة تأتي من نحو اليمن. الصبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. الرمس: القبر. الجنادل: الحجارة. وفي «أمالي اليزيدي»: «نسيم الصبا».
(١٠) في «أمالي اليزيدي»: «غياطله: ما اجتمع عليه والتف. والفرقد: شجر».
(١١) الحبا: جمع حبوة، وهو الثوب يحتبى به. وحل الحبا كناية عن الاستعداد للحرب ونحوها. ويقال استعوى فلان جماعته، إذا نعق بهم إلى الفتنة، وفي الأصول: «واستغوى»، صوابه بالعين المهملة كما في «أمالي اليزيدي».
(١٢) بان: بعد وانفصل. والنائل: العطاء.
(١٣) استعبرت: جرت عبراتهن. وعوذ النساء: جمع عائذ، والعائذ: كل أنثى إذا وضعت، مدة سبعة أيام، لأن ولدها يعوذ بها.