كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مجنون بني عامر ونسبه

صفحة 343 - الجزء 2

  وهل جارتانا بالبتيل⁣(⁣١) إلى الحمى ... على عهدنا أم لم تدوما على العهد

  وعن علويّات⁣(⁣٢) الرياح إذا جرت ... بريح الخزامى هل تهبّ على نجد

  وعن أقحوان الرمل ما هو فاعل ... إذا هو أسرى ليلة بثرى جعد⁣(⁣٣)

  وهل أنفضنّ الدهر أفنان لمّتى ... على لاحق المتنين مندلق الوخد⁣(⁣٤)

  وهل أسمعنّ الدهر أصوات هجمة⁣(⁣٥) ... تحدّر من نشز⁣(⁣٦) خصيب إلى وهد

  سؤاله زوج ليلى عن عشرته معها

  أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن الهيثم بن عديّ والعتبيّ قالا:

  مر المجنون⁣(⁣٧) بزوج ليلى وهو جالس يضطلي في يوم شات، وقد أتى ابن عمّ له في حيّ المجنون لحاجة، فوقف عليه ثم أنشأ يقول:

  صوت

  بربّك⁣(⁣٨) هل ضممت إليك ليلى ... قبيل الصبح أو قبّلت فاها⁣(⁣٩)

  وهل رفّت⁣(⁣١٠) عليك قرون ليلى ... رفيف الأقحوانة في نداها

  / فقال: اللهم إذ حلَّفتني فنعم، قال: فقبض المجنون بكلتا يديه قبضتين من الجمر، فما فارقهما حتى سقط مغشيّا عليه، وسقط الجمر مع لحم راحتيه، وعضّ على شفته فقطعها، فقام زوج ليلى مغموما بفعله متعجّبا منه فمضى.

  غنى في البيتين المذكورين في هذا الخبر الحسين بن محرز، ولحنه رمل⁣(⁣١١) بالوسطى عن الهشاميّ.


(١) كذا «بالديوان» وهو جبل بنجد. وفي ب، س: «النثيل». وفي ح، ء: «الثقيل». وفي م، أ: «القيل». وفي ت: «البتيك» ولعل ما في هذه النسخ تحريف فانا! نقف على واحد من هذه الألفاظ اسم موضع. وفي أنقلا عن نسخة أخرى: «العقيق».

(٢) علويات: جمع علوية نسبة إلى العالية وهي ما فوق أرض نجد إلى تهامة وهذه النسبة نادرة والقياس عالي.

(٣) يقال: تراب جعد أي ند.

(٤) لاحق: ضامر من قولهم لحق الفرس لحوقا أي ضمر. والمتنان: جنبتا الظهر عن اليمين والشمال، والواحد متن يذكر ويؤنث، والمندلق: السريع، يقال: اندلقت الخيل إذا خرجت فأسرعت. والوخد: ضرب من سير الخيل والإبل وهو سعة الخطو في المشي.

(٥) الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل. والوهد: المكان المطمئن من الأرض.

(٦) كذا في في س، أوالنشز: المكان المرتفع. وفي بقية النسخ: «نشر» بالراء المهملة وهو تحريف.

(٧) في ت: «مر المجنون ذات يوم الخ».

(٨) في «خزانة الأدب» للبغداديّ ج ٤ ص ٢١٠: «بدينك».

(٩) في «خزانة الأدب» للبغدادي ج ٤ ص ٢١١:

وهل قبلت قبل الصبح فاها

(١٠) قال البغداديّ في «خزانة الأدب» ج ٤ ص ٢١٣: «رفت بفتح الراء المهملة من رف لونه يرف بالكسر رفيفا ورفا إذا برق وتلألأ، أراد شدّة سواد شعرها. وصحفه ابن الملا في» شرح المغني «بجعل المهملة معجمة فقال: الزفيف: إهداء العروس إلى بعلها، وغفل عن قوله: رفيف الأقحوانة وهي البابونج. والقرون: الذوائب جمع قرن بفتح القاف وسكون الراء» أه والظاهر أنه رفيف النبات وهو اهتزازه نضارة وحسنا.

(١١) كذا في أغلب النسخ. وفي م، أ، ء: «خفيف».