كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن يسير ونسبه

صفحة 267 - الجزء 14

  لا ترى للكفّ فيه أثرا ... فيه بل ينمي على مسّ الأكف⁣(⁣١)

  فترى الأطباق لا تمهله ... صادرات واردات تختلف

  فيه للخارف من جيرانه ... كلَّما احتاج إليه مخترف⁣(⁣٢)

  أقحوان وبهار مونق ... وسوى ذلك من كلّ الطَّرف⁣(⁣٣)

  / وهو زهر للنّدامى أصلا ... برضا قاطفهم ممّا قطف⁣(⁣٤)

  وهو في الأيدي يحيّون به ... وعلى الآناف طورا يستشف⁣(⁣٥)

  أعفه يا ربّ من واحدة ... ثم لا أحفل أنواع التّلف⁣(⁣٦)

  اكفه شاة منيع وحدها ... يوم لا يصبح في البيت علف

  اكفه ذات سعال شهلة ... متّعت في شرّ عيش بالخرف⁣(⁣٧)

  اكفه يا ربّ وقضاء الطَّلى ... ألحم الكتفين منها بالكتف⁣(⁣٨)

  وكلوح أبدا مفترّة ... لك عن هتم كليلات رجف⁣(⁣٩)

  ونئوس الأنف لا يرقا ولا ... أبدا تبصره إلَّا يكف⁣(⁣١٠)

  / لم تزل أظلافها عافية ... لم يظلَّف أهلها منها ظلف⁣(⁣١١)


(١) نما ينمو نموا، ونمى ينمي نميا ونماء: زاد. و «فيه» الثانية حشو.

(٢) خرف الثمار خرفا كنصر: جناها، كاخترفها. ومخترف: مجتني. أو هو برفع «كل» وفصلها من «ما»، وكسر الراء من «مخترف».

(٣) الأقحوان: نبت طيب الريح حواليه ورق أبيض ووسطه أصفر. والبهار: نبت أصفر طيب الريح. ومونق: معجب.

(٤) أصلا: جمع أصيل، وهو الوقت بعد العصر إلى المغرب. والندامى: جمع ندمان، وهو المجالس على الشراب.

(٥) استشفه: تأمل ما فيه، واستشف ما في الإناء: شرب جميع ما فيه وتقصى شربه. والمعنى على هذا: يتقصى شمه كما يستشف الماء.

(٦) يقال: ما حفله (كضرب) وما حفل به، وما احتفل به، أي ما بالي.

(٧) الشهلة: العجوز. والخرف هنا: الشبص (أردأ التمر).

(٨) الطلى: الأعناف أو أصولها جمع طلية أو طلاة. والوقص (بفتحتين): قصر العنق. وقص (كفرح) فهو أوقص وهي وقصاء.

والكتف، بكسر التاء وسكونها مع فتح الكاف وكقرد. ولحمه (كنصر) وألحمه: لأمه، يدعو عليها أن يلحم اللَّه كتفيها حتى تصيرا كتفا واحدة.

(٩) الكالح: الَّذي قد قلصت شفته عن أسنانه نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا برزت الأسنان وتشمرت الشفاه. وافترّ عن ثغره: أبدى أسنانه. وعن هتم؛ أي عن أسنان مكسرة. ورجف: جمع رجوف، من رجف الشيء (كنصر) إذا خفق واضطرب اضطرابا شديدا.

(١٠) نئوس: وصف، من ناس اللعاب: إذا سال فاضطرب. ويرقأ: يجف ويسكن وينقطع، سهلت همزته. يعني أن رغامها (مخاطها) يسيل من منخريها لهزالها. ووكف الدمع والماء (كوعد): سال.

(١١) أظلاف: جمع ظلف (بالكسر)، وهو للشاة كالحافر للفرس والقدم للإنسان. يقال: عفا الشعر والنبت وغيرهما إذا كثر وطال. ولم يظلف؛ اشتق من الظلف؛ يظلف بمعنى يقلم. وقلم الظفر: قطع ما طال منه. وظلف: أصله ظلفا (بسكون اللام وبالألف، مفعول يظلف) وقف عليه بنقل فتحة الفاء إلى اللام وحذف الألف وسكن الفاء؛ لأن الروي مقيد، متبعا في ذلك مذهب نحاة الكوفة وبعض نحاة البصرة المعاصرين له. ولبيان ذلك نقول: ذكروا أن في الوقف على المتحرك - غير هاء التأنيث - خمسة أوجه:

الإسكان والروم والإشمام والتضعيف والنقل، أي إنه يجوز نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله بشروط، منها: أن يكون ساكنا وألا تكون الحركة فتحة، كقراءة بعضهم: {وتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} بكسر الباء وسكون الراء، فأما الفتحة فقد منع البصريون نقلها إذا كان المنقول عنه غير همزة، فلا يجوز عندهم رأيت بكر (بفتح الكاف وسكون الراء) ولا ضربت الضرب، لما يلزم على النقل