كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن يسير ونسبه

صفحة 269 - الجزء 14

  /

  ليتها قد أفلتت في جفنة ... من عجين أو دقيق مجترف⁣(⁣١)

  فتلقّت شفرة من أهله ... قدر الإصبع شيئا أو أشفّ⁣(⁣٢)

  أحكمت كفّا حكيم صنعها ... فأتت مجدولة⁣(⁣٣) فيها رهف

  أدمجت من كلّ وجه غير ما ... ألَّل الأقيان من حدّ الطَّرف⁣(⁣٤)

  قابض الرّونق فيها ماتع ... يخطف الأبصار منها يستشفّ⁣(⁣٥)

  لمحتها فاستخفّت نحوها ... [عجلا] ثم أحالت تنتسف⁣(⁣٦)

  فتناهت بين أضعاف المعى ... وتبوّت بين أثناء الشّغف⁣(⁣٧)

  أو رمتها قرحة زادت لها ... ذوبانا كلّ يوم ونحف

  كل يوم فيه يدنو يومها ... أو ترى واردة حوض الدّنف

  / بينما ذاك بها إذ أصبحت ... كحميت⁣(⁣٨) مفعم أو مثل جف

  شاغرا عرقوبها قد أعتبت ... بطنة من بعد إدمان الهيف⁣(⁣٩)

  وغدا الصّبية من جيرانها ... ليجرّوها إلى مأوى الجيف

  فتراها بينهم مسحوبة ... تجرف التّرب بجنب منحرف⁣(⁣١٠)

  فإذا صاروا إلى المأوى بها ... أعملوا الآجرّ فيها والخزف⁣(⁣١١)

  ثم قالوا: ذا جزاء للتي ... تأكل البستان منا والصّحف⁣(⁣١٢)

  لا تلوموني، فلو أبصرت ذا ... كلَّه فيها إذن لم أنتصف


(١) في الأصول: «مخترف» بالخاء، وهو تصحيف والجفنة: القصعة.

(٢) في الأصول: «فتلفت شعرة»؛ وهو تحريف.

(٣) لعل الأصل «مصقولة»؛ إذ المناسب للسكين الصقل لا الجدل. ورهف (ككرم) رهافة ورهفا بالفتح وبالتحريك: دق ولطف.

(٤) ألل الشيء تأليلا: حدّد طرفه. والأقيان: جمع قين، وهو الحداد.

(٥) في الأصول «مانع» بالنون وهو تصحيف. والماتع من كل شيء: البالغ في الجودة الغاية في بابه. ورونق السيف: ماؤه وحسنه.

وقابض الرونق، أي ما يمسكه ويحفظه. وخطف كسمع وضرب، أو هذه قليلة أو رديئة. واستشفه: رأى ما وراءه.

(٦) لمحتها، أي الشفرة أسند اللمح إليها ويريد أصحابها. فاستخفت: يريد فخفت إليها أي أسرعت لذبحها والقضاء عليها. وقد زدت كلمة «عجلا» ليستقيم الوزن، وأحالت: تحوّلت، أي هوت عليها تنسفها.

(٧) تناهت: انتهت أي بلغت ووصلت. وأضعاف المعى: أثناؤها جمع ضعف بالكسر. وتبوّت سهل تبوأت، أي حلت وأقامت.

والشغف: غلاف القلب أو حبته كالشغاف.

(٨) في الأصول «لحميت» باللام؛ وهو تحريف. والحميت: الزق الَّذي يجعل فيه السمن. والجف: والشن البالي يقطع من نصفه ويجعل كالدلو.

(٩) في ب، س «شاعرا عرفوا بها» وفي ج شاعرا عرقوبها وهو تحريف. شاغرا عرقوبها أي مرفوعا، من شغر الكلب برجله كفتح إذا رفعها، والبطنة: عظم البطن. والهيف: ضمر البطن ورقة الخاصرة.

(١٠) جرفه كنصر: كسحه.

(١١) الآجرّ: الطوب. والخزف: الطين المعمول آنية قبل أن يطبخ؛ وهو الصلصال، فإذا شوى فهو الفخار.

(١٢) في الأصول: «للذي»؛ وهو تحريف.