أخبار محمد بن يسير ونسبه
  لهفي على رجله ألَّا أقدّمها ... قدّام رجلي فتلقاها الجلاميد
  / إذ لا أزال إذا أقبلت ينكبني ... حرف وجرف ودكَّان وأخدود(١)
  فإن تكن شوكة كانت تحل به ... أو نكتة في سواد الليل أو عود(٢)
  أبيات له في شاة منيع
  أخبرني عمي قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني القاسم بن الحسن مولى جعفر بن سليمان الهاشمي قال:
  هجمت شاة منيع البقّال على دار ابن يسير وهو غائب، وكانت له قراطيس فيها أشعار وآداب مجموعة، فأكلتها كلَّها، فقال في ذلك:
  قل لبغاة الآداب ما صنعت ... منها إليكم فلا تضيعوها
  وضمّنوها صحف الدّفاتر بال ... حبر وحسن الخطوط أو عوها(٣)
  فإن عجزتم ولم يكن علف ... تسيغه عندكم فبيعوها(٤)
  قوله في يوسف بن جعفر وقد عربد عليه وشجه
  أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني ابن شبل البرجميّ قال:
  / كان محمّد بن يسير يعاشر يوسف بن جعفر بن سليمان، وكان يوسف أشدّ خلق اللَّه عربدة، وكان يخاف لسان ابن يسير فلا يعربد عليه. ثم جرى بينهما ذات يوم كلام على النبيذ ولحاء(٥)، فعربد يوسف عليه وشجّه، فقال ابن يسير يهجوه:
  لا تجلسن مع يوسف في مجلس ... أبدا ولم تحمل دم الأخوين(٦)
  ريحانه بدم الشباب ملطَّخ ... وتحيّة النّدمان لطم العين
  شعر له في غلام
  أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني الحسين بن يحيى المنجّم قال حدّثني أبو عليّ بن الخراسانيّ قال:
  كان لمحمد بن يسير البصريّ بابان يدخل من أحدهما وهو الأكبر، ويدخل إليه إخوانه من الباب الآخر وهو الأصغر، ومن يستشرط(٧) من المرد. فجاء يوما غلام قد خرجت لحيته، كانت عادته أن يدخل من الباب الأصغر، فمرّ من ذلك [الباب]، فجعل يخاصم لدالَّته(٨)، وبلغ ابن يسير فكتب إليه:
(١) الجرف (بالضم وكعنق): ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض. والأخدود: الحفرة المستطيلة في الأرض.
(٢) نكتة، من نكته أي ألقاه على رأسه.
(٣) أوعى الشيء في الوعاء ووعاه: جمعه فيه.
(٤) في الأصول «يسيغها»؛ وهو تحريف. يقال: ساغ الشراب والطعام: سهل مدخله في الحلق، وأساغ هو الطعام والشراب يسيغه.
(٥) لا حاه لحاء وملاحاة: نازعه وخاصمه.
(٦) في الأصول «ولا تجلسا» ومع الواو لا يستقيم الوزن. ودم الأخوين - العندم - البقم: صبغ أحمر.
(٧) من استشرط المال، أي فسد بعد صلاح. والمرد: جمع أمرد، وهو الشاب لم تنبت لحيته.
(٨) أدل عليه وتدلل: وثق بمحبته فأفرط عليه. والاسم الدالة.