كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن يسير ونسبه

صفحة 273 - الجزء 14

  قل لمن رام بجهل ... مدخل الظَّبي الغرير

  بعد أن علَّق في خدّ ... يه مخلاة الشّعير

  ليته يدخل إن جا ... ء من الباب الكبير

  شعر له في عمرو القصافي وقد عان مفنية

  وأخبرني عمّي قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثني القاسم بن الحسن مولى جعفر بن سليمان قال:

  كنّا في مجلس ومعنا محمّد بن يسير وعمرو القصافيّ⁣(⁣١)، وعندنا مغنية حسنة الوجه شهلة⁣(⁣٢) تغنّي غناء حسنا، فكنّا معها في أحسن يوم، وكان القصافيّ يعين⁣(⁣٣) في كل شيء يستحسنه ويحبّه، فما برحنا من المجلس حتى عانها، فانصرفت محمومة شاكية العين. فقال ابن يسير:

  /

  إنّ عمرا جنى بعينيه ذنبا ... قلّ منّي فيه عليه الدّعاء

  عان عينا⁣(⁣٤)، فعينه للتي عا ... ن فدى، وقلّ منه الفداء

  شرّ عين تعين أحسن عين ... تحمل الأرض أو تظلّ السماء⁣(⁣٥)

  استعار حمارا من جار له فأبى عليه فقال شعرا يشكوه

  أخبرني عمّي قال حدّثنا ابن مهرويه قال حدّثنا القاسم بن الحسن قال: استعار ابن يسير من بعض الهاشميين من جيرانه حمارا كان له ليمضي عليه في حاجة أرادها [فأبى عليه]⁣(⁣٦)، فمضى إليها ماشيا، وكتب إلى عمرو القصافيّ - وكان جارا للهاشميّ وصديقا - يشكوه إليه ويخبره بخبره:

  إن كنت لا عير لي يوما يبلَّغني ... حاجي وأقضي عليه حقّ إخواني⁣(⁣٧)

  وضنّ أهل العواري حين أسألهم ... من أهل ودّي وخلصاني وجيراني⁣(⁣٨)

  فإنّ رجليّ عندي - لا عدمتهما - ... رجلا أخي ثقة مذكان جولاني⁣(⁣٩)

  تبلَّغاني حاجاتي وإن بعدت ... وتدنياني مما ليس بالداني

  كأنّ خلفي إذا ما جدّ جدّهما ... إعصار عاصفة مما تثيران


(١) القصافي: نسبة إلى بني قصاف، وهم بطن من العرب.

(٢) الشهلة: النّصف العاقلة.

(٣) عانه كباع: أصابه بعينه.

(٤) عيناء: واسعة العين، قصر للشعر.

(٥) في الأصول: «أو تقل السماء».

(٦) زيادة يستقيم بها الكلام.

(٧) العير: الحمار، وغلب على الوحشي. حاج: جمع حاجة.

(٨) العواري: جمع عارية، وهي ما يستعار، وفي الجمع والمفرد التخفيف والتشديد. وفلان خلصي، بالكسر؛ وهو الخالص المودة، وهم خلصاني، بالضم، يستوي فيه الواحد والجماعة. وتقول: هؤلاء خلصاني وخلصاني (كظرفاء).

(٩) في الأصول: «جولان» وهو تحريف. يقال: رجل جولانيّ (بتشديد الياء) أي عام المنقعة للقريب والبعيد يجول معروفه في كل أحد.