أخبار محمد بن يسير ونسبه
  في كل ما وصفوا المراحل وابتدوا ... في المبتدين بهنّ والتكسير(١)
  ومضين عن دور الخريبة زلفة ... دون القصور وحجرة الماخور(٢)
  مع كلّ ريح تغتدي(٣) بهبوبها ... في الجوّ بين شواهن وصقور
  / من كلّ أكلف بات يدجن ليله ... فغدا بغدوة(٤) ساغب ممطور
  ضرم يقلَّب طرفه متأنّسا(٥) ... شيئا فكنّ له من التقدير
  يأتي لهنّ ميامنا ومياسرا ... صكَّا بكل مزلَّق ممكور(٦)
  من طائر متحيّر عن قصده ... أو ساقط خلج الجناح كسير(٧)
  لم ينج منه شريدهن فإن نجا ... شيء فصار بجانبات الدّور(٨)
  لمشمّرين عن السواعد حسّر ... عنها بكل رشيقة التّوتير(٩)
  سدد الأكفّ إلى المقاتل صيّب ... سمت الحتوف(١٠) بجؤجؤ ونحور
  / ليس الَّذي تخطي يداه رميّة ... منهم بمعدود ولا معذور(١١)
  يتبوّعون وتمتطي أيديهم ... في كل معطية الجذاب نتور(١٢)
(١) كذا في الأصول! ولعله «التكثير».
(٢) الخربية موضع بالبصرة يسمى البصرة الصغرى والزلفة: الطائفة من أوّل الليل. وزلف الليل: ساعات من أوله. والحجرة: الناحية؛ يقال:
قعد حجرة وحجرا بالفتح، أي ناحية. وفي الأصول «وحمرة» بالميم وهو تحريف. الماخور: مجمع أهل الفسق والفساد، وبيوت الخمارين.
(٣) في الأصول «يعتري وهو تحريف. والشاهين: من سباع الطير، معرب، والجمع شواهين.
(٤) في الأصول «فعدا بعدوة» وهو تصحيف. والكلفة بالضم: لون بين السواد والحمرة. والدجن بالفتح: إلباس الغيم أقطار السماء، يقال: دجن يومنا كنصر وأدجن إذا أضب فأظلم. والغدوة: البكرة أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس. والساغب: الجائع.
والممطور الَّذي أصابه المطر.
(٥) ضرم كفرح: اشتد جوعه، وضرم في الطعام: جدّ في أكله لا يدفع شيئا منه. وفي الأصول «متناسيا»؛ وهو تحريف، وتأنس البازي نظر رافعا رأسه وطرفه. وفي الأصول أيضا: «فكان له»؛ وهو تحريف، والتصحيح عن «الحيوان للجاحظ» (٥: ٢٣٤).
(٦) في الأصول: «يأتي بهن» والتصويب من «الحيوان». وصكه: ضربه شديدا. وبكل مزلق، أي بكل منقار أو مخلب مزلق، من زلق الحديدة: أدمن تحديدها. والممكور: المصبوغ بالمكر أي المغرة (بفتح الميم فيهما) وفي حمراء أي كأنه مصبوغ بها. وفي «الحيوان» «مذلق مطرور» وذلق السكين: حدّده، والمطرور: المحدّد أيضا.
(٧) خلج كفرح: اشتكى لحمه وعظامه من عمل يعمله، أو من طول مشى وتعب.
(٨) في الأصول «شيئا» وهو تحريف. جانبات: جمع جانبة، والجانب: الغريب.
(٩) لمشمرين، أي هذه الشواهين والصقور لصيادين مشمرين؛ وحسر: جمع حاسر؛ يقال: حسره كنصر وضرب إذا كشفه؛ وتر القوس توتيرا: شد وترها. والرشيق من الغلمان والجواري: الخفيف الحسن القد اللطيفة، وناقة رشيقة: خفيفة سريعة. ويقال للقوس ما أرشقها أي ما أخفها وأسرع سهمها. والرشق محركة: القوس السريعة السهم الرشيقة. وفي «البيان والتبين» (ج ٣: ص ٣٦):
«دقيقة التوتير».
(١٠) في الأصول «الجيوف»، وهو تصحيف. سدد: جمع سديد، وصاب يصيب (كيصوب) صيبا: أصاب، فهو صائب، والجمع صيب. وسهم صيوب كغيور والجمع صيب كعنق. والسمت: الطريق والمذهب والقصد: والجؤجؤ: الصدر.
(١١) الرمية: الصيد الَّذي ترميه. وفي «الحيوان» و «البيان والتبيين»: ... تشوى ... فيهم بمعتذر» يقال: رمى فأشوى: إذا أصاب الأطراف ولم يصب المقتل.
(١٢) تبوّع: مدّ باعه وملأ ما بين خطوه. وفي الأصول: «يتسرعون ...
في كل طائفة الجدار بتور «
وهو تحريف. والتصحيح عن