كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن يسير ونسبه

صفحة 277 - الجزء 14

  عطف السّيات دوائرا في عطفها ... تعزى صناعتها إلى عصفور⁣(⁣١)

  ينفثن عن جذب الأكفّ ثواقبا ... متشابهات القدّ والتدوير⁣(⁣٢)

  تجري بها مهج النفوس وإنّها ... لنواصل⁣(⁣٣) سلت من التّحبير

  ما إن تقصّر عن مدى متباعد ... في الجوّ يحسر طرف كلّ بصير⁣(⁣٤)

  حتّى تراه مزمّلا بدمائه ... فكأنه متضمّخ بعبير⁣(⁣٥)

  فيظلّ يومهم بعيش ناصب ... نصب المراجل معجلي التنوير⁣(⁣٦)

  / ويئوب ناجيهنّ بين مضرّج ... بدم ومخلوب إلى منسور⁣(⁣٧)

  عاري الجناح من القوادم، والقرا ... كأس، عليه مائر التّامور⁣(⁣٨)

  فيئوده متبهنس في مشيه ... خطف المؤخّر مشبع التصدير⁣(⁣٩)

  ذو حلكة مثل الدّجى أو غبثة ... شغب شديد الجدّ والتشمير⁣(⁣١٠)


«الحيوان». وقوس معطية: لينة ليس بكزة ولا ممتنعة على من يمدّ وترها. والجذاب: المجاذبة. والتنوّر: الشديدة الجذب.

(١) سية القوس: ما عطف من طرفيها. وعطف: جمع عطوف. وقوس عطوف كصبور ومعطفة وعطفى ومعطوفة، أي عطفت سيتها عليها عطفا شديدا. وعطف القوس بالكسر: سيتها. وعصفور: جاء في «الحيوان» ٥: ٢٣٣ «وعصفور القواس: إليه تضاف القسيّ العصفورية، وقد ذكره ابن يسير حين دعا على حمام بالشواهين والصقور والسنانير والبنادق».

(٢) في الأصول: «عن حدب» وهو تصحيف. وثواقبا: في ج «ثواقبا» بالثاء، وفي ب، س «نواقبا» بالنون، وكلاهما صحيح، أي سهاما ثواقب تثقب الرمية وتنفذ فيها، أو نواقب تنقب الهدف وتخرقه.

(٣) في ب، س: «لنواضل» وهو تصحيف. ومهج: جمع مهجة، وهي الدم. ونواصل جمع ناصل، وسهم ناصل: ذو نصل، وسهم ناصل أيضا. سقط منه نصله، ضد. وحبرت الشيء تحبيرا: حسنته، وسهم محبر: حسن البري. وسلت: جمع أسلت، وهو في الأصل: الرجل الَّذي أوعب جدع أنفه. يريد به هنا السهم الَّذي أجيد بريه وأزيل ما فيه من نتوء.

(٤) مدى متباعد: أي مدى طائر متباعد. حسر البصر (لازما) كحلس: كل وانقطع من طول مدى، وحسر العين بعد ما حدّقت إليه (متعديا كنصر): أكلَّها.

(٥) زمله: لفه. وتضمخ بالطيب: تلطخ، والعبير: الزعفران أو أخلاط من الطيب.

(٦) فيظل يومهم: إسناد مجازي؛ أي فيظلون في يومهم. عيش ناصب: فيه نصب وكد وجهد؛ المراجل: جمع مرجل كمنبر، وهو القدر يطبخ فيها. نصب المراجل: أي قد نصبوا المراجل وأقاموها لطبخ ما صادوه من الطيور، والتنوير: الإنارة، ويريد إيقاد النار.

(٧) في الأصول «ميسور» وهو تصحيف. ومضرج: ملطخ. خلبه بظفره كضرب ونصر: جرحه أو خدشه أو قطعه. منسور: النسر: نتف البازي اللحم بمنسره أي بمنقاره، نسر اللحم كضرب ونصر: نتفه.

(٨) في الأصول: «ما يرى التامور» وهو تحريف. والقوادم: عشر ريشات في مقدم كل جناح. القرا: الظهر. والتامور التأمور: الدم؛ ومار الدم يمور: إذا جرى، أي إن القرا، قد كسى بالدم المائر. وفي «الحيوان» «بصائر التامور» وبصائر جمع بصيرة وهي الدفعة من الدم.

(٩) أخذ يدعو على ما بقي من الحمام أن يقع بين مخاطب السنانير. جاء في «الحيوان» للجاحظ في «وصف السنور بصفة الأسد» ٥: ٢٧١ «قال ابن يسير في صفة السنور فوصفه بصفة الأسد. في دعائه على حمام ذلك الجار حين انتهى إلى ذكر السنور:

وخبعثن في مشيه متبهنس ... خطف المؤخر كامل التصدير

الخبعثن (كقذ عمل): الأسد؛ أراد به السنور، والمتبهنس: المتبختر، وفي الأصول: «متيقن» وهو تحريف. وآده يئوده: عطفه، يعني فيمسكه. والخطف (كتفل وعنق): الضمر وخفة لحم الجنب. وإخطاف الحشا: انطواؤه، والوصف منه: مخطف الحشا (بفتح الطاء) وأخطف الحشا ومخطوفه، أي ضامره. أما الوصف «بخطف» كما في البيت فلم يرد في كتب اللغة.

(١٠) الحلكة: شدة السواد والدجى: جمع دجية، وهي الظلمة. والغبثة (والبغثة): لون إلى الغبرة. وشغبهم وبهم وعليهم كمنع وفرح:

هيج الشر عليهم، وهو شغب. وفي الأصول «شديد الحد والتيسير» وأراه «والتشمير» لأنه المناسب للجد. وفي «الحيوان».:

متسربل ثوب الدجى أو غبشة ... شيبت على متنيه بالتنمير