أخبار ديك الجن ونسبه
٣ - أخبار ديك الجنّ ونسبه
  نسبه ونبذة في ترجمته
  / ديك الجنّ لقب غلب عليه(١)، واسمه عبد السّلام بن رغبان(٢) بن عبد السّلام بن حبيب بن عبد اللَّه بن رغبان بن يزيد(٣) بن تميم. وكان جدّه تميم ممن أنعم اللَّه ø عليه بالإسلام من أهل مؤتة(٤) على يدي حبيب(٥) بن مسلمة الفهريّ، وكان شديد التشعّب(٦) والعصبيّة على العرب، يقول: ما للعرب علينا فضل، جمعتنا وإيّاهم ولادة إبراهيم ﷺ، وأسلمنا كما أسلموا، ومن قتل منهم رجلا منّا قتل به، ولم نجد اللَّه ø فضّلهم علينا، إذ جمعنا(٧) الدين.
  وهو شاعر مجيد يذهب مذهب أبي تمّام والشاميّين في شعره. من شعراء الدّولة العبّاسيّة. وكان من ساكني حمص، ولم يبرح نواحي الشأم، ولا وفد إلى العراق ولا إلى غيره منتجعا بشعره ولا متصدّيا لأحد. وكان يتشيّع تشيّعا حسنا، وله مراث كثيرة في الحسين بن عليّ @، منها قوله:
  يا عين لا للقضا ولا الكتب ... بكا الرّزايا سوى بكا الطَّرب
  / وهي مشهورة عند الخاص والعام، ويناح بها. وله عدّة أشعار في هذا المعنى، وكانت له جارية يهواها، فاتّهمها بغلام له فقتلها، واستنفد شعره بعد ذلك في مراثيها.
  قصيدته في هجاء ابن عمه
  قال أبو الفرج: ونسخت خبره في ذلك من كتاب محمّد بن طاهر، أخبره بما فيه ابن أخ لديك الجنّ يقال له أبو وهب الحمصيّ، قال:
  كان عمّي خليعا ماجنا معتكفا(٨) على القصف واللهو، متلافا لما ورث عن آبائه، واكتسب بشعره من أحمد
(١) أصله دويبة توجد في البساتين (انظر «حياة الحيوان الكبرى» للدميري ج ١: ص ٥١٩).
(٢) ترجم له ابن خلكان (ج ١: ٤١٥) وقد جاء فيه: «ومولده سنة ١٦١ هـ وتوفى في أيام المتوكل سنة ٢٣٥ أو سنة ٢٣٦».
(٣) كذا في ج، و «تاريخ ابن عساكر» (نسخة مخطوطة بدار الكتب المصرية رقم ١٠٤١ «تاريخ» ج ٢٤ ص ١١٢). وفي ب، س، و «وفيات الأعيان» «زيد».
(٤) مؤتة: قرية من قرى البلقاء بمشارف الشام.
(٥) كان من خواص معاوية وله معه في وقعة صفين آثار شكرها له.
(٦) الشعوبية (بضم الشين): الذين يحتقرون أمر العرب ويصغرون شأنهم ولا يرون لهم فضلا على غيرهم، والواحد شعوبي، نسبة إلى شعوب. وشعوب: جمع شعب (بالفتح)؛ وهو ما تشعب من قبائل العرب أو العجم. ولكن الشعوب بلفظ الجمع غلب على العجم ونسبوا إليه فقالوا شعوبي، كما قالوا أنصاري نسبة إلى الأنصار.
(٧) يحتجون بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ أللهِ أَتْقاكُمْ} وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وبقوله ﷺ في خطبته في حجة الوداع: «ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، كلكم لآدم وآدم من تراب».
(٨) في ب، س: «منعكفا» وهو تحريف، يقال: اعتكف وتعكف. قال في «القاموس المحيط»: «ولا تقل انعكف». والقصف: اللهو