أخبار ديك الجن ونسبه
  وجدّ تنفّسي وعلا زفيري ... وفاضت عبرتي في صحن خدّي
  إذا لعلمت أنّي عن قريب ... ستحفر حفرتي ويشقّ لحدي
  ويعذلني السفيه على بكائي ... كأنّي مبتلى بالحزن وحدي
  يقول قتلتها سفها وجهلا ... وتبكيها بكاء ليس يجدي
  كصيّاد الطَّيور له انتحاب ... عليها وهو يذبحها بحدّ
  وقال فيها أيضا:
  ما لامرئ بيد الدّهر الخئون يد ... ولا على جلد الدّنيا له جلد
  طوبى لأحباب أقوام أصابهم ... من قبل أن عشقوا موت فقد سعدوا
  / وحقّهم إنّه حقّ أضنّ به ... لأنفدنّ(١) لهم دمعي كما نفدوا
  يا دهر إنّك مسقي بكأسهم ... ووارد ذلك الحوض الَّذي وردوا
  / الخلق ماضون والأيّام تتبعهم ... نفنى [جميعا](٢) ويبقى الواحد الصّمد
  وقال فيها:
  أما آن للطَّيف أن يأتيا ... وأن يطرق الوطن الدّانيا
  وإنّي لأحسب ريب الزّما ... ن يتركني جسدا باليا
  سأشكر ذلك لا ناسيا ... جميل الصّفاء ولا قاليا(٣)
  وقد كنت أنشره ضاحكا ... فقد صرت أنشره باكيا
  وقال أيضا:
  قل لمن كان(٤) وجهه كضياء ال ... شّمس في حسنه وبدر منير
  كنت زين الأحياء إذ كنت فيهم ... ثم [قد](٥) صرت زين أهل القبور
  بأبي أنت في الحياة وفي المو ... ت وتحت الثرى ويوم النّشور
  خنتني في المغيب والخون نكر ... وذميم في سالفات الدّهور
  فشفاني سيفي وأسرع في ح ... زّ التّراقي قطعا وحزّ النّحور(٦)
(١) في الأصول «لا ينفذن» وهو تحريف.
(٢) زيادة يستقيم بها الكلام. وقد جاء هذا الشطر في س: «تفنى ولم يبق إلا الواحد الصمد».
(٣) قاليا: مبغضا كارها.
(٤) في ب، ج: «لمن قال».
(٥) زيادة يستقيم بها الشعر. وقد جاء هذا الشطر في س: «ولقد صرت ...».
(٦) في الأصول: «فسقاني» وهو تصحيف.