أخبار ابن أبي الزوائد ونسبه
  الشّكر لمن رفعكما، ولا تميلا عليه بمن / وضعكما. فقالا له: مهلا، فو اللَّه لقد يمنا في الإسلام أفضل من قديمك، ولحظَّنا فيه بالزّبير أفضل من حظَّك. فقال مصعب: واللَّه ما تفخران في نسبكما إلَّا بعمّتي، ولا تفضلان في دينكما إلَّا بابن عمّي ﷺ؛ فمفاخره لي دونكما. ثم تفرقوا؛ فقال ابن أبي الزوائد:
  لعمركما يا بني خبيب بن ثابت ... تجاوزتما في الفخر جهلا مداكما
  وأنكرتما فضل الَّذين بفضلهم ... سمت بين أيدي الأكرمين يداكما
  فإنّكما لم تعرفا إذ سموتما ... إلى العزّ من آل النبيّ أباكما
  ولم تعرفا الفضل الَّذي قد فخرتما ... فليس من العوّام حقّا أتاكما
  فلو لا الكرام الغرّ من آل هاشم ... - فلا تجهلا - لم تدفعا من رماكما
  صوت
  محبّ صدّ آلفه ... فليس لليله صبح
  يقلَّبه على مضض ... مواعد ما لها نجح
  له في عينه غرب ... وفي أحشائه جرح(١)
  صحا عنه الَّذي يرجو ... زيارته وما يصحو
  الشعر لأبي الأسد، والغناء لعلَّوية، هزج بالوسطى وخفيف ثقيل بالوسطى.
(١) الغرب هنا: الدمع.