أخبار أبي الأسد ونسبه
٩ - أخبار أبي الأسد ونسبه
  نسبه
  اسمه، فيما ذكر لنا عيسى بن الحسين الورّاق عن عيسى بن إسماعيل تينة(١) عن القحذميّ، نباتة بن عبد اللَّه الحمّانيّ(٢). وذكر أبو هفّان المهزميّ(٣) أنّه من بني شيبان. وهو شاعر مطبوع متوسّط الشّعر، من شعراء الدولة العبّاسية من أهل الدّينور(٤). وكان طبّا(٥) مليح النّوادر مزّاحا خبيث الهجاء، وكان صديقا لعلَّويه المغنّي الأعسر، ينادمه ويواصل عشرته ويصله علَّويه بالأكابر، ويعرّضه للمنافع، وله صنعة في كثير من شعره.
  شعره في جارية ترقبها فأخلفت
  فأخبرني عمي قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثني محمّد بن محمّد الأبزاري(٦) قال:
  كان أبو الأسد الشاعر صديقا لعلويه، وكان كثيرا ما يغنّي في شعره. فدعانا علَّويه ليلة، ووعدته جارية لآل يحيى بن معاذ - وكانت تأخذ عنه الغناء - أن تزوره تلك الليلة، وكانت من أحسن الناس وجها وغناء، وكان علَّويه / يهيم بها، فانتظرناها حتى أيسنا منها احتباسا. فقال علوية لأبي الأسد: قل في هذا شعرا؛ فقال:
  /
  محبّ صدّ آلفه ... فليس لليله صبح
  صحا عنه الَّذي يرجو ... زيارته وما يصحو
  قال: فصنع علوية فيه لحنا من خفيف الثقيل هو الآن مشهور في أيدي الناس، وغنّانا فيه؛ فلم نزل نشرب عليه حتى أصبحنا. وصنع في تلك الليلة بحضرتنا فيه الرّمل في شعر أبي وجزة السّعديّ:
  قتلتني بغير ذنب قتول ... وحلال لها دمي المطلول
  ما على قاتل أصاب قتيلا ... بدلال ومقلتين سبيل
  طلب من موسى بن الضحاك غلاما فشاطره غلمانه
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال: حدّثنا ابن مهرويه قال: حدّثني أبو هفّان قال:
  كتب أبو الأسد وهو من بني حمّان إلى موسى بن الضحّاك:
  لموسى أعبد وأنا أخوه ... وصاحبه، ومالي غير عبد
(١) تينة: لقب عيسى (كما في «القاموس المحيط»).
(٢) الحماني: نسبة إلى حمان: وهو حي من تميم، أحد حيي بني سعد بن زيد مناة.
(٣) نسبة إلى مهزم كمنبر، ومن أسمائهم أيضا مهزم كمعظم.
(٤) دينور: مدينة من أعمال الجبل بفارس.
(٥) الطب: الحاذق الماهر. وفي الأصول «طبيا» وهو تحريف.
(٦) الأبزاري: نسبة إلى أبزار وهي قرية بنيسابور.