كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار قيس بن الحدادية ونسبه

صفحة 351 - الجزء 14

  وأنا بلا مهر سوى البيض والقنا ... نصيب بأفناء القبائل منكحا

  شعره في حرب خزاعة وعامر بن الظرب

  وقال أبو عمرو: وزعموا أن قيس بن عيلان رغبت في البيت، وخزاعة يومئذ تليه، وطمعوا أن ينزعوه منهم، فساروا ومعهم قبائل من العرب ورأَّسوا عليهم / عامر بن الظَّرب / العدواني، فساروا إلى مكَّة في جمع لهام⁣(⁣١)، فخرجت إليهم خزاعة فاقتتلوا، فهزمت قيس، ونجا عامر على فرس له جواد⁣(⁣٢). فقال قيس بن الحداديّة في ذلك:

  لقد سمت نفسك يا بن الظَّرب ... وجشّمتهم منزلا قد صعب⁣(⁣٣)

  وحمّلتهم مركبا باهظا ... من العبء إذ سقتهم للشّغب⁣(⁣٤)

  بحرب خزاعة أهل العلا ... وأهل الثّناء وأهل الحسب

  هم المانعو البيت والذائدون ... عن الحرمات جميع العرب

  نفوا جرهما ونفوا بعدهم ... كنانة غصبا ببيض القضب⁣(⁣٥)

  وسمر الرماح وجرد الجياد ... عليها فوارس صدق نجب

  وهم ألحقوا أسدا عنوة ... بأحياء طيّ وحازوا السلب⁣(⁣٦)

  خزاعة قومي فإن أفتخر ... بهم يزك معتصري والنّسب⁣(⁣٧)

  هم الرأس والناس من بعدهم ... ذنابى، وما الرأس مثل الذّنب⁣(⁣٨)

  يواسى لدى المحل مولاهم ... وتكشف عنه غموم الكرب⁣(⁣٩)

  فجارهم آمن دهره ... بهم إن يضام وأن يغتصب

  يلبّون في الحرب خوف الهجاء ... ويبرون أعداءهم بالحرب⁣(⁣١٠)

  / ولو لم ينجّك من كيدهم ... أمين الفصوص شديد العصب⁣(⁣١١)

  لزرت المنايا، فلا تكفرن ... جوادك نعماه يا بن الظَّرب

  فإن يلتقوك يزرك الحما ... م أو تنج ثانية بالهرب


(١) لهام: كثير عظيم.

(٢) فرس جواد: رائع.

(٣) يريد لقد سمت نفسك خسفا، أي أوليتها إياه.

(٤) بهظه الأمر: غلبه وثقل عليه.

(٥) في ج؛ «تبيد القضب» وفي ب وس «ببيد».

(٦) عنوة: قهرا، والسلب: ما يسلب.

(٧) زكايزكو: نما، ويقال: رجل كريم المعتصر: جواد عند المسألة كريم.

(٨) الذنابى: الذنب.

(٩) المحل: الجدب، والمولى: الجار والحليف.

(١٠) في ج، ب: «يكبون».

(١١) الفصوص: جمع فص، وهو ملتقى كل عظمين، والأمين: القوي.