كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار قيس بن الحدادية ونسبه

صفحة 353 - الجزء 14

  شعره في غارة ضريس على بني ضاطر

  وقال أبو عمرو: غزا الضّريس القشيريّ بني ضاطر في جماعة من قومه، فثبتوا⁣(⁣١) له وقاتلوه حتى هزموه، وانصرف ولم يفز بشيء من أموالهم، فقال قيس بن الحدادية في ذلك:

  فدى لبني قيس وأفناء مالك ... لدى الشّسع من رجلي إلى الفرق صاعدا⁣(⁣٢)

  غداة أتى قوم الضريس كأنهم ... قطا الكدر من ودّان أصبح واردا⁣(⁣٣)

  / فلم أر جمعا كان أكرم غالبا ... وأحمى غلاما يوم ذلك أطردا⁣(⁣٤)

  رميناهم بالحوّ والكمت والقنا ... وبيض خفاف يختلين السواعدا⁣(⁣٥)

  مدحه بني عديّ بن عمرو من خزاعة

  قال أبو عمرو: ولما خلعت خزاعة قيسا، تحوّل عن قومه، ونزل عند بطن من خزاعة، يقال لهم بنو عدي بن عمرو بن خالد، فآووه وأحسنوا إليه، وقال يمدحهم:

  جزى اللَّه خيرا عن خليع مطرّد ... رجالا حموه آل عمرو بن خالد

  فليس كمن يغزو الصديق بنوكه ... وهمته في الغزو كسب المزاود⁣(⁣٦)

  عليكم بعرصات الديار فإنني ... سواكم عديد حين تبلى مشاهدي⁣(⁣٧)

  ألا وذتم حتى إذا ما أمنتم ... تعاورتم سجعا كسجع الهداهد⁣(⁣٨)

  تجنّى عليّ المازنان كلاهما ... فلا أنا بالمغصي ولا بالمساعد⁣(⁣٩)

  وقد حدبت عمرو عليّ بعزّها ... وأبنائها من كل أروع ماجد⁣(⁣١٠)

  / مصاليت يوم الرّوع كسبهم العلا ... عظام مقيل الهام شعر السواعد⁣(⁣١١)


= هشام بن عبد الملك، وتوفى سنة ١٢٦ هـ.

(١) في الأصول «فثنوا» وهو تحريف.

(٢) في الأصول «وأقباء» وفي س «إلى الفراق» وهو تحريف. والشسع: أحد سيور النعل. والفرق: موضع المفرق من الرأس أي وسطه الَّذي يفرق فيه الشعر.

(٣) الكدر: موضع قرب المدينة؛ والكدري: ضرب من القطا. وودّان: قرية بين مكة والمدينة قريبة من الجحفة.

(٤) كذا في الأصول وفي البيت سناد التأسيس، وهو عيب من عيوب القافية، ولعلها «طاردا».

(٥) الحو جمع أحوى وحواء وصف من الحوّة: وهي حمرة إلى السواد، والكميت من الخيل يستوي فيه المذكر والمؤنث، وصف من الكمنة، وهي لون بين السواد والحمرة، وجمعه كمت. يختلين السواعد: يقطعن ويذهبن بسواعد المضروبين بها.

(٦) فليس كمن يغزو: أي فليس هذا الحي كمن يغزو. والنوك بالفتح والضم: الحمق، والمزاود: جمع مزود كمنبر، وهو وعاء الزاد.

(٧) يخاطب في هذا البيت وما بعده قومه. والعرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، والجمع عرصات بفتح الراء، وسكنت في البيت للضرورة. عديد: معدود. تبلى: تختبر. مشاهد جمع مشهد، أي شهودي القتال وخوضي غماره، وفي الأصول «ببلى مساهد» وهو تحريف.

(٨) لاوذ: استتر، وتعاوروه: تداولوه، وسجعت الحمامة: طرّبت في صوتها ووالته على طريق واحد.

(٩) في ج «تحنى» أي عطف، وفي ب، وس «تجنى»، وتجنى عليه: ادعى ذنبا لم يفعله.

(١٠) حدب عليه كفرح: عطف. والأروع: من يعجبك بحسنه وجهارة منظره أو بشجاعته.

(١١) مصاليت: جمع مصلات، وهو الماضي في الأمور،. الهام: الرؤوس، جمع هامة، ومقيل الهامة: مستقر الرأس أي العنق، يقول: