كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علي بن الخليل

صفحة 375 - الجزء 14

  فقال: أما لبخلك من ... طعام يذهب السّغبا⁣(⁣١)

  فصد لأخيك يربوعا ... وضبّا واترك اللعبا⁣(⁣٢)

  فرشت له قريح المس ... ك والنّسرين والغربا⁣(⁣٣)

  فأمسك أنفه عنها ... وقام مولَّيا هربا

  يشمّ الشّيح والقيصو ... م كي يستوجب النسبا⁣(⁣٤)

  وقام إليه ساقينا ... بكأس تنظم الحببا⁣(⁣٥)

  معتّقة مروّقة ... تسلَّي همّ من شربا

  فآلى لا يسلسلها ... وقال اصبب لنا حلبا⁣(⁣٦)

  / وقد أبصرته دهرا ... طويلا يشتهي الأدبا

  فصار تشبّها بالقو ... م جلفا جافيا جشبا⁣(⁣٧)

  إذا ذكر البرير بكى ... وأبدى الشوق والطربا⁣(⁣٨)

  وليس ضميره في القو ... م إلَّا التّين والعنبا

  جحدت أباك نسبته ... وأرجو أن تفيد أبا

  قال عليّ بن سليمان: وأنشدني محمّد بن يزيد وأحمد بن يحيى جميعا لعلي بن الخليل في هذا الذكر، وذكر ثعلب أن إسحاق بن إبراهيم أنشد هذه الأبيات لعليّ، قال:

  يأيّها الراغب عن أصله ... ما كنت في موضع تهجين⁣(⁣٩)

  متى تعرّبت وكنت امرأ ... من الموالى صالح الدّين

  لو كنت إذ صرت إلى دعوة ... فزت من القوم بتمكين⁣(⁣١٠)

  لكفّ من وجدي، ولكنني ... أراك بين الضّبّ والنّون⁣(⁣١١)


(١) السغب: الجوع.

(٢) اليربوع: دويبة نحو الفأر لكن ذنبه وأذناه أطول من ذنب وأذني الفأر، ورجلاه أطول من يديه. والضب: دويبة من تشبه التمساح الصغير وذنبها كذنبه وتتلون كالحرباء.

(٣) القريح: الخالص، كالقراح. والنسرين: ورد، فارسي معرّب. والغرب: ضرب من الشجر.

(٤) القيصوم: من نبات البادية.

(٥) هذا البيت في الأصول مقدم على سابقه، وهو خطأ. يدل على ذلك سياق المعنى.

(٦) آلى: أقسم. وتسلسل الماء في الحلق: جرى، وسلسله: صب فيه. والحلب: اللبن المحلوب. وفي الأصول «زقا أصبب لنا حببا» وهو تحريف.

(٧) الجلف: الجافي، والجشب: الخشن الغليظ.

(٨) البرير: ثمر الأراك.

(٩) التهجين: التقبيح.

(١٠) الدعوة في النسب «بالكسر»: أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته.

(١١) الوجد: الحزن.