كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الشبل ونسبه

صفحة 389 - الجزء 14

  هجاؤه مولى عبد اللَّه بن يحيى

  حدّثني عمي قال: حدّثني أحمد بن أبي طاهر قال: كان لعبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان غلام يقال له نسيم، فأمره عبيد اللَّه بقضاء حاجة كان أبو الشبل البرجميّ سأله إيّاها، فأخّرها نسيم، فشكاه إلى عبيد اللَّه، فأمر عبيد اللَّه غلاما له آخر فقضاها بين يديه، فقال أبو الشّبل يهجو نسيما:

  قل لنسيم أنت في صورة ... خلقت من كلب وخنزيره

  رعيت دهرا بعد أعفاجها ... في سلح مخمور ومخموره⁣(⁣١)

  حتى بدا رأسك من صدعها ... زانية بالفسق مشهوره⁣(⁣٢)

  لا تقرب الماء إذا أجنبت ... ولا ترى أن تقرب النّوره⁣(⁣٣)

  ترى نبات الشّعر حول استها ... درابزينا حول مقصوره⁣(⁣٤)

  هجاؤه محمّد بن حماد

  حدّثني عيسى بن الحسين الورّاق قال: حدّثني ابن مهرويه قال: كان أبو الشبل يعاشر محمّد بن حماد بن دلقيش، ثم تهاجرا بشيء أنكره عليه، فقال أبو الشبل فيه:

  لابن حمّاد أياد ... عندنا ليست بدون

  عنده جارية تش ... في من الداء الدفين

  ولها في رأس مولا ... ها أكاليل قرون

  ذات صدع حاتميّ ال ... فعل في كن مكين⁣(⁣٥)

  لا يرى منع الَّذي يح ... وي ولو أمّ البنين

  شعره في كبش كسر قنديله

  حدّثني عمي قال: حدّثني أحمد بن الطيب قال: حدّثني أبو هريرة النحويّ قال: كان أبو الشبل البرجمي قد اشترى كبشا للأضحى، فجعل يعلفه ويسمّنه، فأفلت يوما على قنديل له كان يسرجه بين يديه، وسراج وقارورة للزيت، فنطحه فكسره، وانصبّ الزيت على ثيابه وكتبه وفراشه، فلما عاين ذلك ذبح الكبش قبل الأضحى، وقال يرثي سراجه:

  يا عين بكَّي لفقد مسرجة ... كانت عمود الضياء والنور⁣(⁣٦)

  كانت إذا ما الظلام ألبسني ... من حندس الليل ثوب ديجور⁣(⁣٧)


(١) الأعفاج: الأمعاء.

(٢) الصدع: الشق، أراد به فرجها. وفي الأصول «من صدغها» وهو تصحيف.

(٣) أجنبت: من الجنابة أي كانت جنبا. والنورة: حجر يحرق ويسوى منه الكلس ويضاف إليه أخلاط ويحلق به شعر العانة.

(٤) الدرابزين: قوائم مصفوفة تعمل من خشب أو حديد تحاط بها السلالم وغيرها. فارسية، وهي الجلفق (كجعفر).

(٥) صدع: أراد به الفرج كما تقدم، وفي س «صدغ» وهو تصحيف.

(٦) في ب، س «يا عين أبكي» وهو تحريف.

(٧) الحندس: والديجور: الظلمة. وفي ج «إذا أمال الظلام» وهو تحريف.