أخبار أبي الشبل ونسبه
  شقّت بنيرانها غياطله ... شقّا دعا الليل بالدّياجير(١)
  صينية الصين حين أبدعها ... مصوّر الحسن بالتصاوير
  / وقبل ذا بدعة أتيح لها ... من قبل الدّهر قرن يعفور(٢)
  وصكَّها صكَّة فما لبثت ... أن وردت عسكر المكاسير(٣)
  وإن تولَّت فقد لها تركت ... ذكرا سيبقى على الأعاصير(٤)
  من ذا رأيت الزمان ياسره ... فلم يشب يسره بتعسير(٥)
  ومن أباح الزمان صفوته ... فلم يشب صفوه بتكدير
  مسرجتي لو فديت ما بخلت ... عنك يد الجود بالدنانير
  ليس لنا فيك ما نقدّره ... لكنما الأمر بالمقادير
  مسرجتي كم كشفت من ظلم ... جلَّيت ظلماءها بتنوير
  وكم غزال على يديك نجا ... من دقّ خصييه بالطوامير(٦)
  من لي إذا ما النديم دبّ إلى ... النّدمان في ظلمة الدّياجير
  وقام هذا يبوس ذاك، وذا ... يعنق هذا بغير تقدير(٧)
  وأزدوج القوم في الظلام فما ... تسمع إلَّا الرّشاء في البير(٨)
  فما يصلَّون عند خلوتهم ... إلَّا صلاة بغير تطهير
  / أوحشت الدار من ضيائك وال ... بيت إلى مطبخ وتنّور(٩)
  إلى الرواقين فالمجالس فال ... مربد مذغبت غير معمور(١٠)
(١) غيطلة الليل: التجاج سواده والتباس ظلامه وتراكمه.
(٢) اليعفور: ظبي بلون التراب، يعني قرن كبش شبيه باليعفور.
(٣) صكها: ضربها ضربا شديدا. المكاسير جمع مكسور، وفي ج «المساكين» وهو تحريف، يعني: نطحها بقرنه فما لبثت أن صارت في عداد الأشياء المكسورة المهشمة.
(٤) العصر: الدهر، وجمعه أعصار.
(٥) ياسره: لاينه.
(٦) الطومار والطامور: الصحيفة.
(٧) البوس: التقبيل، فارسي معرّب باسه يبوسه: وفي ج «يعنف» وهو تحريف. وفي كتب اللغة: «عانقه: جعل يديه على عنقه وضمه إلى نفسه» وهذا هو المعنى المراد في البيت، وليس فيها بهذا المعنى إلا صيغة «عانق» وقد استعمل الشاعر أعنق بمعنى عانق.
(٨) الرشاء: الحبل، وقد كنى بذلك عما يستقبح ذكره.
(٩) التنور: الكانون يخبز فيه. وهذا البيت في ج هكذا:
قد أوحشت من ضيائك الدار ... والبيت إلى مطبخ وتنور
وهو غير مستقيم الوزن.
(١٠) الرواق ككتاب وغراب: سقف في مقدّم البيت. والمربد: محبس الإبل، من ربد الإبل كنصر ربدا: حبسها.