كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الشبل ونسبه

صفحة 391 - الجزء 14

  قلبي حزين عليك إذ بخلت ... عليك بالدمع عين تنمير⁣(⁣١)

  إن كان أودى بك الزمان فقد ... أبقيت منك الحديث في الدّور

  دع ذكرها واهج قرن ناطحها ... وأسرد أحاديثه بتفسير⁣(⁣٢)

  كان حديثي أني اشتريت فما اش ... تريت كبشا سليل خنزير

  فلم أزل بالنّوى أسمّنه ... والتبن والقتّ والأثاجير⁣(⁣٣)

  أبرّد الماء في القلال له ... وأتّقي فيه كلّ محذور⁣(⁣٤)

  تخدمه طول كلّ ليلتها ... خدمة عبد بالذل مأسور

  وهي من التّيه ما تكلَّمني ال ... فصيح إلا من بعد تفكير

  شمس كأنّ الظلام ألبسها ... ثوبا من الزّفت أو من القير⁣(⁣٥)

  / من جلدها خفّها وبرقعها ... حوراء في غير خلقة الحور⁣(⁣٦)

  فلم يزل يغتذي السرور، وما ال ... محزون في عيشة كمسرور⁣(⁣٧)

  حتى عدا طوره، وحقّ لمن ... يكفر نعمى بقرب تغيير

  فمدّ قرنيه نحو مسرجة ... تعدّ في صون كلّ مذخور

  شدّ عليها بقرن ذي حنق ... معوّد للنّطاح مشهور

  وليس يقوى بروقه جبل ... صلد من الشّمّخ المذاكير⁣(⁣٨)

  فكيف تقوى عليه مسرجة ... أرقّ من جوهر القوارير

  / تكسّرت كسرة لها ألم ... وما صحيح الهوى كمكسور⁣(⁣٩)


(١) الظاهر أن «تنمير» اسم امرأته.

(٢) كلمة «ناطحها» ساقطة من ج. وفيها أيضا «وأيسر أحاديثه» وهو تحريف.

(٣) القت: الرطبة من علف الدواب. والثجير: ثفل كل شيء يعصر، وقد جمعه الشاعر على أثاجير، والظاهر أنه جمع جمع لأثجرة، وأثجرة جمع ثجير.

(٤) القلال: جمع قلة مثل برمة وبرام، وربما قيل: قلل مثل غرفة وغرف.

(٥) استطرد في هذا البيت وما بعده إلى وصف خادمته فقال: إنها كالشمس، يريد في جمالها وإن كانت سوداء. والقير والقار: الزفت، وفي ج «ثوبا من الوقت» وهو تحريف.

(٦) الحور: شدّة سواد العين في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تسمى حوراء حتى تكون مع حور عينيها بيضاء لون الجسد، ولذا قال: غير خلقة الحور.

(٧) في ج «فلم يزل يفتد» وهو تحريف.

(٨) الروق: القرن. والصلد: الصلب. والشامخ: المرتفع الشاهق. مذاكير: جمع ذكر على غير قياس، وقد وصفوا بهذا اللفظ يريدون الدلالة على قوّة الموصوف وشدّته، فقالوا: رجل ذكر أي قوي شجاع. ومطر ذكر أي شديد وابل، وقول ذكر أي رصين، وشعر ذكر أي فحل، وقال الشاعر:

ما أنت والسير في متلف ... يبرّح بالذكر الضابط

أي بالجمل القويّ الشديد.

(٩) في ج: «ولا تكسرت».