أخبار عبد الله بن الزبير ونسبه
  بأنك قد ماطلت أنياب حيّة ... تزجّي بعينيها شجاعا وأرقما(١)
  وكم من عدوّ قد أراد مساءتي ... بغيب ولو لاقيته لتندّما
  وأنتم بني حام بن نوح أرى لكم ... شفاها كأذناب المشاجر ورما(٢)
  فإن قلت خالي من قريش فلم أجد ... من الناس شرّا من أبيك وألأما(٣)
  صغيرا ضغا في خرقة فأمضّه ... مربّيه حتى إذ أهمّ وأفطما(٤)
  رأى جلدة من آل حام متينة ... ورأسا كأمثال الجريب مؤوّما(٥)
  وكنتم سقيطا في ثقيف، مكانكم ... بني العبد، لا توفي دماؤكمو دما(٦)
  شعره حين عزل عبد الرحمن عن الكوفة
  قال ابن الأعرابي: ثم عزل ابن أم الحكم عن الكوفة، ووليها عبيد اللَّه(٧) بن زباد، فقال ابن الزبير:
  أبلغ عبيد اللَّه عنّي فإنني ... رميت ابن عوذ إذ بدت لي مقاتله(٨)
  على قفرة إذ هابه الوفد كلَّهم ... ولم أك أشوي القرن حين أناضله(٩)
  وكان يمارى من يزيد بوقعة ... فما زال حتى استدرجته حبائله(١٠)
  فتقصيه من ميراث حرب ورهطه ... وآل إلى ما ورّثته أوائله(١١)
  وأصبح لمّا أسلمته حبالهم ... ككلب القطار حلّ عنه جلاجله
  ونسخت من كتاب جدّي لأمّي يحيى بن محمّد بن ثوابة، قال يحيى بن حازم وحدّثنا عليّ بن صالح صاحب المصلَّى عن القاسم بن معدان: أن عبد الرحمن بن أمّ الحكم غضب على عبد اللَّه بن الزّبير الأسديّ لما بلغه أنّه
(١) عني بالحية نفسه. تزجى: تسوق. والشجاع كغراب وكتاب: الحية أو الذكر منها، وجمعه شجعان بالكسر والضم. والأرقم: أخبث الحيات، أو ما فيه سواد وبياض، أو ذكر الحيات. يقول: ستعلم عندئذ أنك قد تعرّضت لمعاداة رجل مرهوب جانبه، مخشيّ بأسه، كالحية، له نصراء يؤازرونه من عشيرته أمثال الشجعان والأراقم.
(٢) المشاجر: جمع مشجر (بكسر الميم وفتحها)، وهو عود الهودج. ورّم: جمع وارمة.
(٣) أبوه هو عبد اللَّه بن عثمان بن عبد اللَّه بن ربيعة بن الحرث الثقفي.
(٤) ضغا: صاح وضجّ. أمضه: آلمه وشق عليه. أهمّ، أي أهمّ آله وذويه، أي بلغ مبلغا جعلهم يهتمون له ويتعلقون به. أفطم: حان أن يفطم، وفي ج «حتى إذا لهم أفطما» وهو تحريف.
(٥) الجريب: مكيال قدر أربعة أقفزة. المؤوّم: العظيم الرأس أو المشوّه.
(٦) السقيط: الأحمق الناقص العقل. وجاء في «مستدرك» (سقط) في «تاج العروس»: وقوم سقاط بالكسر جمع ساقط كنائم ونيام وسقيط وسقاط كطويل وطوال.
(٧) ولي معاوية عبد الرحمن الكوفة بعد عزل الضحاك بن قيس سنة ٥٨ هـ ثم عزله عنها سنة ٥٩ واستعمل عليها النعمان بن بشير الأنصاري، ومات معاوية سنة ٦٠ وولى ابنه يزيد الخلافة، وبقي النعمان واليا على الكوفة، فلما كاتب أهلها الحسين ¥ ليبايعوه بالخلافة وبعث إليهم مسلم بن عقيل، بعث يزيد إلى عبيد اللَّه بن زياد وكان على البصرة فولاه الكوفة مع البصرة.
(٨) من أسمائهم «عوذ» والمفهوم هنا أن «ابن عوذ» كنية عبد الرحمن.
(٩) في ب وس «أثوي القرن حتى»، وهو تحريف.
(١٠) في ب، س «من يريد»، وهو تصحيف صوابه «من يزيد» وهو يزيد بن معاوية.
(١١) في ج «فتقضيه ميراث»، وهو تحريف.