كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب الأشقري ونسبه

صفحة 448 - الجزء 14

  وذكر المدائني أن يزيد بن المهلَّب حبسه ودسّ إليه ابن أخ له فقتله.

  شعره في مقتل بني الأهتم

  قال أبو الفرج: ونسخت من كتاب النّضر أيضا أن الحجّاج كتب إلى يزيد بن المهلَّب يأمره بقتل بني الأهتم، فكتب إليه يزيد: إن بني الأهتم أصحاب مقال وليسوا بأصحاب فعال، فلا تقدّر أن نحدث فيهم ضررا، وفي قتلهم عار وسبّة؛ [واستوهبهم منه⁣(⁣١)]، فتغافل عنهم، ثم انضمّوا إلى المفضل بن المهلَّب، فكتب إليه الحجّاج يأمره بقتلهم، فكتب إليه بمثل ما كتب به أخوه، فأعفاهم⁣(⁣٢)، ثم ولي قتيبة بن مسلم، فخرجوا إليه والتقوا معه، وذكروا بني المهلَّب فعابوهم، فقبلهم⁣(⁣٣) قتيبة واحتوى عليهم، فكانوا يغرون الجند عليه ويحملونهم على سوء الطاعة، فكتب يشكوهم إلى الحجّاج، فكتب إليه يأمره بقتلهم، فقتلهم جميعا، فقال كعب الأشقريّ في ذلك:

  قل للأهاتم من يعود بفضله ... بعد المفضّل والأغرّ يزيد

  ردّا صحائف حتفكم بمعاذر ... رجعت أشائم طيركم بسعود

  / ردّا على الحجّاج فيكم أمره ... فجزيتم إحسانه بجحود

  فاليوم فاعتبروا فعال⁣(⁣٤) أخيكم ... إنّ القياس لجاهل ورشيد

  شعره في عمرو بن عمير

  قال أبو الفرج: ونسخت من كتابه أيضا قال: ولَّى يزيد بن المهلَّب رجلا من اليحمد⁣(⁣٥) يقال له عمرو بن عمير الزّمّ، فلقيه كعب الأشقريّ فقال له: أنت شيخ من الأزد يولَّيك الزّمّ. ويولَّي ربيعة الأعمال السنيّة، وأنشده:

  لقد فازت ربيعة بالمعالي ... وفاز اليحمديّ بعهد زمّ

  فإن تك راضيا منهم بهذا ... فزادك ربّنا غمّا بغمّ

  إذا الأزديّ وضّح عارضاه ... وكانت أمّه من حيّ جرم⁣(⁣٦)

  فثمّ حماقة لا شكّ فيها ... مقابلة فمن خال وعمّ⁣(⁣٧)

  فردّ اليحمديّ عهد يزيد عليه، فحلف لا يستعمله سنة، فلما أجحفت⁣(⁣٨) به [المئونة]⁣(⁣٩) قال لكعب:

  /

  لو كنت خلَّيتني يا كعب متّكئا ... في دور زمّ لما أقفرت من علف


(١) تكملة عن ط، مط، مب، ها.

(٢) كذا في ب، س، ج والَّذي في ط، مط «فعفا عنهم».

(٣) في ج «فقتلهم» وفي ب، س «فغلبهم»، والتصويب عن ط، مط. واحتوى عليهم: جمعهم.

(٤) في ب، س، ج «فراق» وما أثبتناه عن ط، مط، مب، ها.

(٥) يحمد: أبو بطن من الأزد، والزم: بلد بشط جيحون.

(٦) الوضح كسبب: الشيب، أتى بالفعل منه مضعفا لتكثير المعنى. والعارضان: جانبا الوجه.

(٧) من قولهم، رجل مقابل: أي كريم من كلا طرفيه أبيه وأمه، والحماقة المقابلة الَّتي يقابل أحد طرفيها الآخر، أي حماقة من طرفي الأب والأم.

(٨) أجحفت به المئونة: دنت منه.

(٩) عن ط، مط، مب، ها.