كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب الأشقري ونسبه

صفحة 449 - الجزء 14

  ومن نبيذ ومن لحم أعلّ به ... لكنّ شعرك أمر كان من حرفي

  إنّ الشقيّ بمرو من أقام بها ... يقارع السّوق من بيع ومن حلف⁣(⁣١)

  / أخبرني⁣(⁣٢) أبو الحسن الأسديّ قال: حدّثني الرّياشي عن الأصمعيّ قال: قال كعب الأشقريّ يهجو زيادا الأعجم:

  وأقلف صلَّى بعد ما ناك أمّه ... يرى ذاك في دين المجوس حلالا⁣(⁣٣)

  فقال [له]⁣(⁣٤) زياد: يا بن النّمامة أهي أخبرتك أنّي أقلف؟ فغلبه زياد.

  والقصيدة الَّتي أوّلها:

  طربت وهاج لي ذاك ادّكارا

  شعر له فيه غناء

  وفيه الغناء المذكور بذكره خبر كعب الأشقريّ، يمدح بها المهلَّب بن أبي صفرة ويذكر قتاله الأزارقة، وفيها يقول بعد الأبيات الأربعة⁣(⁣٥) الَّتي فيها الغناء:

  غرضن بمجلسي وكرهن وصلي ... أوان كسيت من شمط عذارا⁣(⁣٦)

  زرين عليّ حين بدا مشيبي ... وصارت ساحتي للهمّ دارا⁣(⁣٧)

  أتاني والحديث له نماء ... مقالة جائر أحفى وجارا⁣(⁣٨)

  سلوا أهل الأباطح من قريش ... عن العزّ المؤبّد أين صارا⁣(⁣٩)

  ومن يحمي الثغور إذا استحرّت ... حروب لا ينون لها غرارا⁣(⁣١٠)

  لقومي الأزد في الغمرات أمضى ... وأوفى ذمّة وأعزّ جارا

  / هم قادوا الجياد على وجاها ... من الأمصار يقذفن المهارا⁣(⁣١١)

  بكلّ مفازة وبكلّ سهب ... بسابس لا يرون لها منارا⁣(⁣١٢)


(١) في ط، مط، مب، ها «سلف».

(٢) كذا في ب، س، ج والَّذي في ط، مط، مب، ها: «حدّثني».

(٣) الأقلف: من لم يختن.

(٤) عن ط، مط، مب، ها.

(٥) كذا في جميع الأصول. ويلاحظ أن المذكور في الصوت ثلاثة أبيات لا أربعة.

(٦) غرضن بمجلسي أي مللنه وضجرن منه. والشمط: بياض بالرأس يخالط سواده. والعذار: جانبا اللحية.

(٧) زرى عليه: عابه.

(٨) رواية ط، مط، مب، ها «مقالة قائل ...».

(٩) المؤبد: المخلد.

(١٠) لا ينون لها: لا يتوانون ولا يفترون عنها. غرارا: غافلين، جمع غارّ، وهو الغافل، كقيام جمع قائم.

(١١) الوجى: الحفا. المهار جمع مهر: وهو ولد الفرس.

(١٢) المفازة والسهب: الفلاة. والبسابس: جمع بسبس كجعفر، وهي الفلاة. منارا، أي علما يهدي إلى الطريق.