كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار كعب الأشقري ونسبه

صفحة 450 - الجزء 14

  إلى كرمان يحملن المنايا ... بكلّ ثنيّة يوقدن نارا⁣(⁣١)

  شوازب لم يصبن الثار حتى ... رددناها مكلَّمة مرارا⁣(⁣٢)

  ويشجرن العوالي السّمر حتّى ... ترى فيها عن الأسل ازورارا⁣(⁣٣)

  غداة تركن مصرع عبد ربّ ... يثرن عليه من رهج عصارا⁣(⁣٤)

  ويوم الزحف بالأهواز ظلنا ... نروّي منهم الأسل الحرارا⁣(⁣٥)

  فقرّت أعين كانت حديثا ... ولم يك نومها إلا غرارا⁣(⁣٦)

  صنائعنا السّوابغ والمذاكى ... ومن بالمصر يحتلب العشارا⁣(⁣٧)

  / فهنّ يبحن كلّ حمى عزيز ... ويحمين الحقائق والذّمارا⁣(⁣٨)

  طوالات المتون يصنّ إلا ... إذا سار المهلَّب حيث سارا

  فلولا الشّيخ بالمصرين ينفي ... عدوّهم لقد تركوا الديارا⁣(⁣٩)

  ولكن قارع الأبطال حتى ... أصابوا الأمن واجتنبوا الفرارا⁣(⁣١٠)

  إذا وهنوا وحلّ بهم عظيم ... يدقّ العظم كان لهم جبارا

  ومبهمة يحيد الناس عنها ... تشبّ الموت شدّ لها الإزارا

  شهاب تنجلي الظَّلماء عنه ... يرى في كلّ مبهمة منارا

  / بل الرحمن جارك إذ وهنّا ... بدفعك عن محارمنا اختيارا

  براك اللَّه حين براك بحرا ... وفجّر منك أنهارا غزارا

  وقد مضت هذه الأبيات متقدّمة فيما سلف من أخبار كعب وشعره.

  شعره في المهلب وولده

  أخبرني عمي قال: حدّثنا محمّد بن سعد الكراني قال: حدّثني العمريّ عن العتبيّ قال: قال عبد الملك بن


(١) كرمان: بلد بفارس. والثنية: الطريق في الجبل.

(٢) خيول شوازب، أي ضوامر، جمع شازب، مكلمة: مجرّحة.

(٣) السمر والأسل: الرماح. والعوالي: جمع عالية، وهي القناة المستقيمة. وأزورّ عنه: انحرف ومال.

(٤) ولي عبد ربه الصغير أمر الأزارقة بعد خلع قطريّ، ونشبت الحرب بينه وبين المهلب فأجلت الوقعة عنه قتيلا، وبذا خمدت حروب الأزارقة. والرهج ويحرك: الغبار. والعصار: الغبار الشديد.

(٥) الحرار: جمع حرّان، وهو العطشان.

(٦) كذا في جميع الأصول. ورواية ابن أبي الحديد «حزينا» وحزين كقتيل يستوي فيه المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع.

(٧) صنائع: جمع صنيعة، وهي المعروف والإحسان. السوابغ: جمع سابغة، وهي الدرع التامة الطويلة. والمذاكى: الخيل الَّتي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان. والعشار: جمع عشراء، وهي من النوق الَّتي مضى لحملها عشرة أشهر، أو هي من الإبل كالنفساء من النساء.

(٨) فهن، أي السوابغ والمذاكي. وفي ط، مط مب، ها: «بهن نبيح». والذمار: ما يلزمك حفظه وحمايته.

(٩) المصران: الكوفة والبصرة. تركوا الديار: أي ترك الديار أهلوها.

(١٠) في ج، ط، مط: «واجتلبوا». وفي ها: «واحتلوا القرارا».