كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أخبار بصبص جارية ابن نفيس وأخبارها

صفحة 28 - الجزء 15

  شغف أحد الفتيان بها:

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان [قال حدّثني أبو بكر العامري قال حدّثني عمرو بن عبد اللَّه البصري]⁣(⁣١) قال: حدّثنا [الحسين]⁣(⁣١) بن يحيى عن عثمان بن محمد الليثي قال: كنت يوما في مجلس ابن نفيس، فخرجت إلينا جاريته بصبص، وكان في القوم فتى يحبّها، فسألته حاجة، فقام ليأتيها بها، فنسي أن يلبس نعله، ومشى حافيا؛ فقالت: يا فلان، / نسيت نعلك. فلبسها وقال: أنا واللَّه كما قال الأوّل:

  وحبّك ينسيني عن الشّيء في يدي ... ويشغلني عن كلّ شيء أحاوله

  فأجابته فقالت:

  وبي مثل ما تشكوه منّي وإنّني ... لأشفق من حبّ أراك تزاوله

  صوت

  يشتاق قلبي إلى مليكة لو ... أمست قريبا ممن يطالبها

  ما أحسن الجيد من مليكة وال ... - لَّبّات إذ زانها ترائبها⁣(⁣٢)

  يا ليتني ليلة إذا هجع ال ... - نّاس ونام الكلاب صاحبها

  في ليلة لا يرى بها أحد ... يسعى علينا إلَّا كواكبها

  الشعر لأحيحة بن الجلاح، والغناء لابن سريج. رمل بالخنصر في مجرى البنصر. وفيه لحن لمالك⁣(⁣٣) من رواية يونس.


(١) هذه التكلمة من ط، مب، مط.

(٢) اللبات: جمع لبة؛ بالفتح، وهو موضع القلادة من الصدر. والترائب: عظام الصدر، أو ما بين الثديين.

(٣) لمالك، من ط، مط.