كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر أحيحة بن الجلاح ونسبه وخبره والسبب الذي من أجله قال الشعر

صفحة 29 - الجزء 15

٤ - ذكر أحيحة بن الجلاح ونسبه وخبره والسبب الذي من أجله قال الشعر

  نسب أحيحة:

  هو أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.

  ويكنى أحيحة أبا عمرو.

  سؤال الوليد بن عبد الملك عن الزوراء:

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثني الزبير بن بكَّار قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد العزيز قال: ركب الوليد بن عبد الملك إلى المساجد، فأتى مسجد العصبة⁣(⁣١)، فلما صلَّى قال للأحوص: يا أحوص أين الزّوراء التي قال فيها صاحبكم:

  إنّي أقيم على الزّوراء أعمرها ... إنّ الكريم على الإخوان ذو المال

  لها ثلاث بئار في جوانبها ... في كلَّها عقب تسقى بأقبال⁣(⁣٢)

  استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ولا عمّ ولا خال⁣(⁣٣)

  قال الزبير؛ العقب الذي في أوّل المال عند مدخل الماء، والطلب الذي في آخره⁣(⁣٤). قال: فأشار له الأحوص إليها وقال: ها هي تلك، لو طوّلت لأشقرك هذا لجال عليها⁣(⁣٥)، فقال الوليد: إنّ أبا عمرو كان يراه غنيّا بها، فعجب الناس يومئذ لعناية الوليد بالعلم، حتّى علم أنّ كنية أحيحة أبو عمرو.

  وفي بعض⁣(⁣٦) هذا الشعر غناء، وهو:

  صوت

  استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ولا عمّ ولا خال

  يلوون ما لهم عن حقّ أقربهم ... وعن عشيرتهم؛ والحقّ للوالي⁣(⁣٧)


(١) العصبة، بالضم: دار بني جحجبى بالمدينة. ياقوت. وقد ضبطت في مب، مط بالتحريك. ما عدا ط، ما: «القصبة» تحريف.

(٢) البئار: جمع بئر. مب، ح: «فكلها». و «يسقى» هي في مط «سقى» وفي سائر النسخ ما عدا ط، مب: «يسعى». وأقبال الجداول:

أوائلها ورؤوسها.

(٣) النشب: المال.

(٤) كذا ورد هذا التفسير.

(٥) أشقرك، يعني فرسك الأشقر.

(٦) هذه الكلمة من ط، مط.

(٧) يلوونه: يجحدونه وينكرونه.