ذكر أحيحة بن الجلاح ونسبه وخبره والسبب الذي من أجله قال الشعر
٤ - ذكر أحيحة بن الجلاح ونسبه وخبره والسبب الذي من أجله قال الشعر
  نسب أحيحة:
  هو أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.
  ويكنى أحيحة أبا عمرو.
  سؤال الوليد بن عبد الملك عن الزوراء:
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثني الزبير بن بكَّار قال: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد العزيز قال: ركب الوليد بن عبد الملك إلى المساجد، فأتى مسجد العصبة(١)، فلما صلَّى قال للأحوص: يا أحوص أين الزّوراء التي قال فيها صاحبكم:
  إنّي أقيم على الزّوراء أعمرها ... إنّ الكريم على الإخوان ذو المال
  لها ثلاث بئار في جوانبها ... في كلَّها عقب تسقى بأقبال(٢)
  استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ولا عمّ ولا خال(٣)
  قال الزبير؛ العقب الذي في أوّل المال عند مدخل الماء، والطلب الذي في آخره(٤). قال: فأشار له الأحوص إليها وقال: ها هي تلك، لو طوّلت لأشقرك هذا لجال عليها(٥)، فقال الوليد: إنّ أبا عمرو كان يراه غنيّا بها، فعجب الناس يومئذ لعناية الوليد بالعلم، حتّى علم أنّ كنية أحيحة أبو عمرو.
  وفي بعض(٦) هذا الشعر غناء، وهو:
  صوت
  استغن أو مت ولا يغررك ذو نشب ... من ابن عمّ ولا عمّ ولا خال
  يلوون ما لهم عن حقّ أقربهم ... وعن عشيرتهم؛ والحقّ للوالي(٧)
(١) العصبة، بالضم: دار بني جحجبى بالمدينة. ياقوت. وقد ضبطت في مب، مط بالتحريك. ما عدا ط، ما: «القصبة» تحريف.
(٢) البئار: جمع بئر. مب، ح: «فكلها». و «يسقى» هي في مط «سقى» وفي سائر النسخ ما عدا ط، مب: «يسعى». وأقبال الجداول:
أوائلها ورؤوسها.
(٣) النشب: المال.
(٤) كذا ورد هذا التفسير.
(٥) أشقرك، يعني فرسك الأشقر.
(٦) هذه الكلمة من ط، مط.
(٧) يلوونه: يجحدونه وينكرونه.