كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر خبر سلامة الزرقاء ومحمد بن الأشعث

صفحة 44 - الجزء 15

  فإعمال اليسار على الملاوي ... ومن يمناك ترجمة البيان⁣(⁣١)

  احتيال سلامة لإقصاء روح بن حاتم:

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، عن حمّاد عن أبيه قال:

  كان روح بن حاتم المهلبي كثير الغشيان لمنزل ابن رامين، وكان يختلف إلى الزّرقاء جارية ابن رامين، وكان يهواها محمد بن جميل وتهواه، فقال لها: إنّ روح بن حاتم قد ثقل علينا. قالت: فما أصنع⁣(⁣٢)، قد غمر مولاي ببرّه! فقال: احتالي له. فبات عندهم⁣(⁣٣) روح ليلة، فأخذت سراويله وهو نائم فغسلته، فلما أصبح سأل عنه فقالت: غسلناه. ففطن أنّه أحدث فيه فاحتيج إلى غسله، فاستحيا من ذلك وانقطع عنها، وخلا وجهها لابن جميل.

  ابن رامين وجواريه وما قيل فيهن من شعر:

  قال هارون:

  وأخبرني حماد عن أبيه قال:

  ابن رامين اسمه عبد الملك بن رامين، مولى عبد الملك بن بشر بن مروان. وجواريه سعدة، وربيحة، وسلَّامة الزرقاء. وفيهن يقول إسماعيل بن عمّار الأسديّ وأنشدناه الحرميّ عن الزبير عن عمّه، وروايته أتمّ:

  /

  هل من شفاء لقلب لجّ محزون ... صبا، وصبّ إلى ريم ابن رامين⁣(⁣٤)

  إلى ربيحة إنّ اللَّه فضّلها ... بحسنها وسماع ذي أفانين⁣(⁣٥)

  نعم شفاؤك منها أن تقول لها ... قتلتني يوم دير اللَّجّ فاحييني⁣(⁣٦)

  أنت الطبيب لداء قد تلبّس بي ... من الجوى فانفثي في فيّ وارقيني

  نفسي تأبّى لكم إلَّا طواعية ... وأنت تحمين أنفا أن تطيعيني⁣(⁣٧)

  / فتلك قسمة ضيزي قد سمعت بها ... وأنت تتلينها ما ذاك في الدين⁣(⁣٨)

  ما عائذ اللَّه لي إلف ولا وطن ... ولا ابن رامين، لولا ما يمنّيني⁣(⁣٩)


(١) الملاوي: ملاوي العود التي تشد بها الأوتار. وهذا البيت لم يرد في ط، مب.

(٢) ما عدا ط، مب، مط: «قد ثقل علينا فما أصنع، فقالت».

(٣) ما عدا ط، مب، مط: «فبات عندها».

(٤) الريم: مخفف الرئم، وهو الظبي الخالص البياض. والصب: العاشق. يقال صببت إليه صبابة فأنا صب، أي عاشق.

(٥) أفانين: ضروب.

(٦) دير اللج بالحيرة، بناه النعمان بن المنذر.

(٧) تحمين أنفا، أي يحمي أنفك وتأنفين.

(٨) تتلينها، من التلاوة. والشعر والكلام بعده إلى «عيد السعانين» وبدله فيها: «وهي طويلة. وقد تقدّمت قبل هذا الموضع في أخبار ابن عمّار الأسدي».

(٩) عائذ اللَّه: حي من أحياء العرب وفي الأصول: «عابد اللَّه» تحريف.