نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  - قال: أراد تباكره باللوم، لم يرد الليل نفسه، إنّما أراد عجلتها عليه باللوم، كما قال النمر بن تولب العكليّ:
  بكرت باللَّوم تلحانا
  وقال غيره: تلومه بالليل لشغله بالنهار عنها بفعل المكارم، والأضياف، والنظر في الحمالات وأمور قومه، لأنّه قوامهم(١) -
  تقول ألا تهجو فوارس هاشم ... وما لي إذ أهجوهم ثم ماليا
  أبى الشتم أنّي قد أصابوا كريمتي ... وأن ليس إهداء الخنا من شماليا(٢)
  - [أي من شمائلي. ويروى: «من فعاليا(٣)»] -
  إذا ذكر الإخوان رقرقت عبرة ... وحيّيت رمسا عندليّة ثاويا(٤)
  إذا ما امرؤ أهدى لميت تحيّة ... فحيّاك ربّ الناس عنّي معاويا
  وهوّن وجدي أنّني لم أقل له ... كذبت ولم أبخل عليه بماليا
  فنعم الفتى أدّى ابن صرمة بزّه ... إذا الفحل أضحى أحدب الظَّهر عاريا
  / قال أبو عبيدة: ثم زاد فيها بيتا بعد أن أوقع بهم، فقال:
  وذي إخوة قطَّعت أقران بينهم ... كما تركوني واحدا لا أخاليا(٥)
  غزو صخر لبني مرة:
  قال أبو عبيدة: فلما كان في العام المقبل غزاهم وهو على فرسه الشّمّاء، فقال: إنّي أخاف أن يعرفوني ويعرفوا غرّة الشمّاء، فيتأهّبوا. قال: فحمّم غرّتها(٦). قال: فلما أشرفت على أدنى الحيّ رأوها. فقالت فتاة منهم:
  هذه واللَّه الشّمّاء! فنظروا فقالوا: الشماء غرّاء وهذه بهيم! فلم يشعروا إلَّا والخيل دوائس(٧)، فاقتتلوا فقتل صخر دريدا، وأصاب بني مرة فقال:
  ولقد قتلتكم ثناء وموحدا ... وتركت مرّة مثل أمس المدبر(٨)
(١) يقال: هو قوام أهل بيته وقيامهم، أي الذي يقيم شؤونهم. وهذه رواية ط، ها، مب. وفي ح: «قدامهم» وسائر النسخ: «قد رأسهم».
(٢) كذا في ط، ح، ها، مب وهو ما يقتضيه التفسير بعد. وفي سائر النسخ: «من سماتيا.
(٣) التكملة من ط، ها، مب فقط.
(٤) رقرقت: على الصواب في ط، ها، مب وفي سائر النسخ: «قرقرت». ولية بالكسر: موضع بالطائف.
(٥) الأقران: الحبال، عنى بها الصلات، وهو كناية عن القتل. ما عدا ط، ها، مب: «أفراق» تحريف.
(٦) حممها: سودها.
(٧) كذا في ط وح وهو جمع دائس. وفي سائر النسخ: «دواس» بمعناه
(٨) روى في «اللسان» (ثنى): «مثل أمسى الدابر»، والصواب «المدبر». وللبيت ثان سينشده أبو الفرج بعد قليل. وقد نبّه ابن منظور في «اللسان» (دبر) على هذا الصواب.