نسب الخنساء وخبرها وخبر مقتل أخويها صخر ومعاوية
  قال معاوية: يا بنيّ وما علينا من طول ليله وحزنه أبعده اللَّه؟ قال: إنه يقول:
  فلذاك اغتربت بالشام حتّى ... ظنّ أهلي مرجّمات الظنون
  قال: يا بنيّ وما علينا من ظنّ أهله؟ قال: إنّه يقول:
  هي زهراء مثل لؤلؤة الغوّاص ... ميزت من جوهر مكنون
  قال: صدق يا بنيّ. قال: إنّه يقول:
  وإذا ما نسبتها لم تجدها ... في سناء من المكارم دون
  قال: صدق يا بنيّ، هي هكذا. قال: إنّه يقول:
  ثم خاصرتها إلى القبّة الخض ... - راء تمشي في مرمر مسنون(١)
  / خاصرتها: أخذت بخصرها وأخذت بخصري. قال: ولا كلّ هذا يا بني! ثم ضحك وقال: أنشدني ما قال أيضا. فأنشده قوله:
  قبّة من مراجل نصبوها ... عند حدّ الشتاء في قيطون
  عن يساري إذا دخلت من البا ... ب وإن كنت خارجا فيميني
  تجعل النّدّ والألوّة والعو ... د صلاء لها على الكانون(٢)
  وقباب قد أشرجت وبيوت ... نطَّقت بالريحان والزّرجون(٣)
  قال: يا بني، ليس يجب القتل في هذا، والعقوبة دون القتل، ولكنّا نكفّه بالصلة له والتجاوز.
  نسبة ما في هذه الأبيات من الغناء
  صوت
  هي زهراء مثل لؤلؤة الغو ... اص ميزت من جوهر مكنون
  وإذا ما نسبتها لم تجدها ... في سناء من المكارم دون
  / نسخت من كتاب ابن النطاح: وذكر الهيثم بن عدي عن ابن دأب قال: حدّثنا شعيب بن صفوان أنّ عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت كان يشبّب بابنة معاوية، ويذكرها في شعره، فقال الناس لمعاوية: لو جعلته نكالا؟
  فقال: لا، ولكن أداويه بغير ذلك. فأذن(٤) له وكان يدخل عليه في أخريات الناس، ثمّ أجلسه(٥) على سريره
(١) المسنون: المملس. وقد أورد ابن منظور بعض هذا الخبر في مادة (سنن).
(٢) الألوة، بضم اللام مع ضم الهمزة وفتحها: ضرب من عود البخور.
(٣) ط: «أسرجت» أضيئت. وفيما عدا ط، ها، مب: «أشرجت»، أي كما تشرح الخريطة، تشد أجزاؤها بالعرى والحبال. نطقت:
جعل لها نطاق. والزرجون: الكرم أو قضبانه.
(٤) فيما عدا ط، ج، ها، مب: «فلما وفد عليه».
(٥) ما عدا ط، ج، ها، مب: «وكان يدخل في أخريات الناس أجلسه».