كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر تهاجي عبد الرحمن بن حسان وعبد الرحمن بن الحكم

صفحة 80 - الجزء 15

  فنقضها عبد الرحمن بن حسّان عليه بقصيدته التي يقول فيها:

  يا أيّها الراكب المزجي مطيّته ... إذا عرضت فسائل عن بني الحكم⁣(⁣١)

  القائلين إذا لاقوا عدوّهم ... فرّوا فكرّوا على النّسوان والنّعم

  كم من أمين نصيح الجيب قال لكم ... ألَّا نهيتم أخاكم يا بني الحكم

  عن رجل لا بغيض في عشيرته ... ولا ذليل قصير الباع معتصم⁣(⁣٢)

  وقال ابن حسّان:

  صار الذليل عزيزا والعزيز به ... ذلّ وصار فروع الناس أذنابا

  إنّي لملتمس حتّى يبين لكم ... فيكم متى كنتم للنّاس أربابا

  فارقوا على ظلعكم ثمّ انظروا وسلوا ... عنّا وعنكم قديم العلم نسّابا⁣(⁣٣)

  فسوف يضحك أو تعتاده ذكر ... يا بؤس للدهر للإنسان ريّابا⁣(⁣٤)

  ولهما نقائض كثيرة لا معنى لذكر جميعها ههنا.

  عقاب معاوية لهم:

  قال دماذ: وحدّثني أبو عبيدة عن أبي الخطاب قال:

  لما كثر التهاجي بينهما وأفحشا كتب معاوية يومئذ وهو الخليفة، إلى سعيد / بن العاص وهو عامله على المدينة، أن يجلد كلّ واحد منهما مائة سوط. قال: وكان ابن حسان صديقا لسعيد، وما مدح أحدا قط غيره، فكره أن يضربه أو يضرب ابن عمّه، فأمسك عنهما، ثم ولي مروان فلما قدم أخذ ابن حسّان فضربه مائة سوط ولم يضرب أخاه، فكتب ابن حسّان إلى النعمان بن بشير وهو بالشأم، وكان كبيرا مكينا عند معاوية:

  ليت شعري أغائب أنت بالشا ... م خليلي أم راقد نعمان

  أيّة ما يكن فقد يرجع الغا ... ئب يوما ويوقط الوسنان⁣(⁣٥)

  إنّ عمرا وعامرا أبوينا ... وحراما قدما على العهد كانوا⁣(⁣٦)

  أفهم مانعوك أم قلَّة الكتّاب ... أم أنت عاتب غضبان

  أم جفاء أم أعوزتك القراطي ... - س أم أمري به عليك هوان⁣(⁣٧)


(١) عرض: أتى العروض؛ وهي مكة والمدينة وما حولهما.

(٢) ما عدا ط، ح، ها، مب: «في عشيرتكم».

(٣) الظلع: غمز شبيه بالعرج. أرق على ظلعك، أي امش واصعد بقدر ما تطيق ولا تحمل على نفسك ما لا تطيقه، يضرب للرجل يطلب منه أن يصلح أمره أوّلا. ما عدا ط، ها: «ففارقوا ظلعكم»، تحريف.

(٤) ما عدا ط، ها، مب: «فكيف يضحك».

(٥) ما عدا ط، ح، ها، مب: «أية ما تكن» بالتاء.

(٦) حرام: أبو قبيلة.

(٧) ساعدا ط، ح، ها: «إنهم مانعوك» تحريف. وكلمة «به» من ط، ها فقط.