خبر تهاجي عبد الرحمن بن حسان وعبد الرحمن بن الحكم
  خزر العيون منكَّسي أذقانهم ... نظر الذّليل إلى العزيز القاهر
  جواب ابن الحكم له:
  فقال ابن الحكم:
  لقد أبقى بنو مروان حزنا ... مبينا عاره لبني سواد
  أطاف به صبيح من مشيد ... ونادى دعوة: يا بني سعاد(١)
  لقد أسمعت لو ناديت حيّا ... ولكن لا حياة لمن تنادي
  هجاء أبي واسع لابن حسّان:
  قال أبو عبيدة: فاعتنّ أبو واسع(٢) أحد بني الأسعر(٣) من بني أسد بن خزيمة، لابن حسان دون ابن الحكم، فهجاه وعيّره بضرب ابن المعطل أباه حسّان على رأسه، وعيّرهم بأكل الخصي، فقال:
  إنّ ابن المعطَّل من سليم ... أذلّ قياد رأسك بالخطام
  عمدت إلى الخصي فأكلت منها ... لقد أخطأت فاكهة الطعام
  وما للجار حين يحلّ فيكم ... لديكم يا بني النجّار حام
  / يظلّ الجار مفترشا يديه ... [مخافتكم لدى ملث الظَّلام(٤)
  وينظر نظرة في مذرويه(٥)] ... وأخرى في استه والطَّرف سام
  قال: فلما عمّ بني النجّار بالهجاء ولا ذنب لهم دعوا اللَّه ø عليه، فخرج من المدينة يريد أهله فعرض له الأسد فقضقضه(٦)، فقال ابن حسّان في ذلك:
  شعر ابن حسان في مصرع ابن واسع:
  أبلغ بني الأسعر إن جئتهم ... ما بال أبناء بني واسع(٧)
  والليث يعلوه بأنيابه ... معتفرا في دمه الناقع(٨)
  إذ تركوه وهو يدعوهم ... بالنّسب الداني وبالشاسع(٩)
(١) ح: «يطيف». فيما عدا ط، ح، ها: «با بنى سعاد».
(٢) اعتن: اعترض.
(٣) ما عدا ط، ح، مب: «الأشعر» بالشين المعجمة.
(٤) ملث الظلام: اختلاطه.
(٥) عجز البيت السابق وصدر هذا، هما من ط، ها، مب فقط. أما سائر النسخ ففيها عجز هذا البيت مع صدر البيت السابق.
والمذروان: فرعا الأليتين.
(٦) قضقضه: كسره وحطمه. ها: «فقصفه». ط، مب: «فغضغضه» ح: «ففضفضه» وهاتان محرفتان.
(٧) ما عدا ط، ح، ها، مب: «بني الأشعر» بالشين المعجمة.
(٨) اعنفره الأسد، إذا افترسه.
(٩) الشاسع: البعيد. ما عدا ط، ها، مب: «بالسبب الداني».