كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حبابة

صفحة 95 - الجزء 15

  ألطاف سلامة وحبابة لمعبد:

  قال معبد: فسرّ يزيد لمّا غنيته في هذين البيتين، وكساني ووصلني، ثم لما انصرم مجلسه انصرفت إلى منزلي الذي / أنزلته، فإذا ألطاف سلَّامة قد سبقت ألطاف حبابة، وبعثت إليّ: إني قد عذرتك فيما فعلت، لكن كان الحقّ أولى بك. فلم أزل في ألطافهما جميعا حتى أذن لي يزيد، فرجعت إلى المدينة.

  نسبة الصوت الذي غناه معبد الذي أوّله

  فيا عزّ إنّ واش وشى بي عندكم

  صوت

  ألم يأن لي يا قلب أنّ أترك الجهلا ... وأن يحدث الشب الملمّ لي العقلا

  على حين صار الرأس منّي كأنما ... علت فوقه نذافة العطب الغزلا⁣(⁣١)

  فيا عزّ إن واش وشى بي عندكم ... فلا تكرميه أن تقولي له مهلا⁣(⁣٢)

  / كما لو وشى واش بودّك عندنا ... لقلنا تزحزح لا قريبا ولا سهلا

  فأهلا وسهلا بالذي شدّ وصلنا ... ولا مرحبا بالقائل اصرم لها حبلا

  الشعر لكثير، والغناء لحنين، ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق. وذكر ابن المكي وعمرو والهشامي أنه لمعبد. وفيه ثاني ثقيل ينسب إلى ابن سريج، وليس بصحيح.

  حبابة ويزيد بن عبد الملك:

  أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدّثني الزبير قال: حدّثني ظبية قالت: أنشدت حبابة يوما يزيد بن عبد الملك:

  لعمرك إنّني لأحبّ سلعا ... لرؤيتها ومن بجنوب سلع

  ثم تنفّست تنفّسا شديدا فقال لها: مالك، أنت في ذمة أبي، لئن شئت لأنقلنّه إليك حجرا حجرا. قالت: وما أصنع به، ليس إياه أردت، إنّما أردت صاحبه. وربّما قالت: ساكنه.

  نسبة هذا الصوت

  لعمرك إنّني لأحبّ سلعا ... لرؤيتها ومن بجنوب سلع

  تقرّ بقربها عيني وإنّي ... لأخشى أن تكون تريد فجعي

  حلفت بربّ مكة والهدايا ... وأيدي السّابحات غداة جمع⁣(⁣٣)


(١) العطب، بضم وبضمتين: القطن. ما عدا ط، ج، ها، مط: «الفطن».

(٢) ج فقط: «أهلا».

(٣) جمع، بالفتح، هي المزدلفة.