كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الطفيل ونسبه

صفحة 106 - الجزء 15

  وهذا الخبر يدلّ على أن فيه لحنا قديما ولكنّه ليس يعرف.

  صوت

  لمن الدار أقفرت بمعان ... بين شاطي اليرموك فالصّمّان⁣(⁣١)

  / فالقريّات من بلاس فداريا فسكَّاء فالقصور الدواني⁣(⁣٢)

  ذاك مغنى لآل جفنة في الدّه ... ر وحقّ تصرّف الأزمان⁣(⁣٣)

  صلوات المسيح في ذلك الدي ... ر دعاء القسّيس والرّهبان

  / الشعر لحسان بن ثابت، والغناء لحنين بن بلوع، خفيف ثقيل أوّل بالسبابة في مجرى الوسطى.

  وهذا الصوت من صدور الأغاني ومختارها، وكان إسحاق يقدمّه ويفضّله. ووجدت في بعض كتبه بخطه قال: الصّيحة التي في لحن حنين:

  لمن الدار أقفرت بمعان

  أخرجت من الصدر، ثم من الحلق، ثم من الأنف، ثم من الجبهة، ثم نبرت⁣(⁣٤) فأخرجت من القحف، ثم نوّنت⁣(⁣٥) مردودة إلى الأنف، ثم قطعت.

  وفي هذه الأبيات وأبيات غيرها من القصيدة ألحان لجماعة اشتركوا فيها، واختلف أيضا مؤلفو الأغاني في ترتيبها ونسبة بعضها مع بعض إلى صاحبها الذي صنعها، فذكرت ها هنا على ذلك وشرح ما قالوه فيها. فمنها:

  صوت

  قد عفا جاسم إلى بيت رأس ... فالحواني فجانب الجولان⁣(⁣٦)

  فحمى جاسم فأبنية الصّ ... فّر مغنى قنابل وهجان⁣(⁣٧)


(١) معان، بالفتح والمحدّثون يقولونه بالضم: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. والصمان هي أيضا رواية ياقوت، وقال: «فيما أحسب من نواحي الشام بظاهر البلقاء». قلت: وصواب الرواية «الخمان» كما في «ديوان حسان» ٤١٤ وهي من نواحي البثنية من أرض الشام.

(٢) بلاس بالفتح: بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال. وداريا: بفتح الراء: قرية كبيرة من قرى دمشق بالغوطة، ينسب إليها الداراني.

وسكاء بالسين المهملة، قرية من قرى دمشق في الغوطة. ط، ها، مط: «شكاه» تحريف.

(٣) رواية «الديوان» ٤١٥: «في الدهر» كما أثبت من ها. وفي سائر الأصول هنا: «في الدار».

(٤) نبرت: رفعت. في ها: «نثرت»، وفي مط: «مرت». وأثبت ما في ط. وفي سائر الأصول: «ثبرت».

(٥) ما عدا ط، ها، مط: «بوئت».

(٦) الجولان، بالفتح: جبل من نواحي دمشق.

(٧) القنابل: جمع قنبل وقنبلة بالفتح، وهي الطائفة من الناس ومن الخيل. والهجان من الناس: الخالص الكريم، ومن الإبل: البيض الكرام.