ذكر عمرو بن معديكرب وأخباره
  وروى أيضا من وجه ليس بالموثوق به، أنّه أدرك خلافة عثمان ¥، روى ذلك ابن النطَّاح عن مروان بن ضرار عن أبي إياس البصريّ، عن أبيه، عن جويرية الهذليّ في حديث طويل قال:
  رأيت عمرو بن معديكرب وأنا في مسجد الكوفة في خلافة عثمان، حين وجّهه إلى الريّ، كأنه بعير مهنوء.
  / وقال ابن الكلبي: حدّثني أسعر، عن عمرو بن جرير الجعفي قال: سمعت خالد بن قطن يقول:
  خرج عمرو بن معديكرب في خلافة عثمان ¥ إلى الريّ ودستبي(١)، فضربه الفالج في طريقه فمات بروذة.
  طلبه الزيادة في العطاء:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدّثنا عمر بن شبّة قال: أخبرني خالد بن خداش قال حدّثنا حمّاد بن زيد عن مجالد عن الشعبي:
  أنّ عمر بن الخطاب ¥ فرض لعمرو بن معديكرب في(٢) ألفين، فقال له: يا أمير المؤمنين ألف ههنا وأومأ إلى شقّ بطنه الأيمن، وألف ههنا وأومأ إلى شقّ بطنه الأيسر - فما يكون ها هنا؟ وأومأ إلى وسط بطنه.
  فضحك عمر رضوان اللَّه عليه وزاده خمسمائة.
  خوفه من الحرين والعبدين:
  قال علي بن محمد(٣): قال أبو اليقظان: قال عمرو بن معديكرب: لو سرت بظعينة وحدي على مياه معدّ كلَّها ما خفت أن أغلب عليها، ما لم يلقني حرّاها أو عبداها(٤). فأما الحرّان فعامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب، وأما العبدان فأسود بني عبس، يعني عنترة والسّليك بن السّلكة، وكلَّهم قد لقيت. فأما عامر بن الطَّفيل فسريع الطَّعن على الصوت، وأما عتيبة فأوّل الخيل إذا غارت، وآخرها إذا آبت. وأما عنترة فقليل الكبوة، شديد الكلب(٥). وأما السّليك فبعيد / الغارة، كالليث الضاري. قالوا: فما تقول في العباس بن مرداس؟ قال: أقول فيه ما قال فيّ:
  إذا مات عمرو قلت للخيل أوطئوا ... زبيدا فقد أودى بنجدتها عمرو
  وقام مغضبا وعلم أنّهم أرادوا توبيخه بالعباس.
  قال علي: وقال أبو اليقظان: أحسب في اللفظ غلطا وأنه إنّما قال: «هجينا مضر»؛ لأنّ عنترة استرقّ، والعباس لم يسترقّ قطَّ.
(١) دستبي: كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري وهمذان. ط، ح، مط، ها، مب: «دستني» أ «دسبتي» وسائر النسخ «دستي»، والصواب ما أثبت.
(٢) هذه الكلمة من ط، ح، مط.
(٣) هو أبو الحسن علي بن محمد المدائني.
(٤) ط، مط، مب: «وعبداها».
(٥) الكلب: الغضب والإلحاح في القتال. ما عدا ط، ح، مط، ها، مب: «الجلب».