ذكر هاشم بن سليمان وبعض أخباره
  دليلهم ثمّ هرب منهم ومات فرعان في أيديهم عطشا، وهلك منهم ناس كثير بالعطش. وجعل الحطم يسوق بأصحابه سوقا عنيفا(١). حتّى نجوا ووردوا الماء. فقال فيه رشيد:
  هذا أوان الشدّ فاشتدّي زيم ... ليس براعي إبل ولا غنم
  ولا بجزّار على ظهر وضم ... نام الحداة وابن هند لم ينم
  باتت يقاسيها غلام كالزّلم ... خدلجّ السّاقين خفّاق القدم
  قد لفّها الليل بسوّاق حطم
  فلقّب يومئذ «الحطم» لقول رشيد هذا فيه.
  وأدرك الحطم الإسلام فأسلم، ثم ارتدّ بعد وفاة رسول اللَّه ﷺ.
  إسلام الجارود بن المعلى
  حدّثنا محمد بن جرير الطبري قال حدّثنا عبد اللَّه بن سعد(٢) الزهري قال أخبرنا عمي يعقوب قال: أخبرني سيف قال:
  خرج العلاء بن الحضرميّ نحو البحرين، وكان من حديث البحرين أنّ رسول اللَّه ﷺ لما مات ارتدّوا(٣) ففاءت عبد القيس منهم، وأمّا بكر فتمّت على ردّتها. وكان الذي ثنى عبد القيس الجارود بن المعلَّى.
  / فذكر سيف عن إسماعيل بن مسلم [عن الحسن بن أبي الحسن قال:
  قدم الجارود بن المعلَّى على النبيّ ﷺ مرتادا، وقال: أسلم يا جارود. فقال: إنّ لي دينا. فقال له النبي ﷺ: إنّ دينك يا جارود ليس بشيء، وليس بدين. فقال له الجارود: فإن أنا أسلمت فما كان من تبعة في الإسلام فعليك؟ قال: نعم](٤). فأسلم وأقام بالمدينة حتّى فقه.
  خبر المنذر الغرور
  حدّثنا محمد بن جرير قال حدّثنا محمد بن حميد، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل عن أبي إسحاق قال:
  اجتمعت ربيعة بالبحرين، فقالوا: ردّوا الملك في آل المنذر، فملَّكوا المنذر بن النعمان بن المنذر، وكان يسمّى الغرور، ثم أسلم بعد ذلك وقال: لست بالغرور ولكنّي المغرور.
  ارتداد الحطم وتأليبه للقبائل
  حدّثنا محمد بن جرير قال: حدّثنا عبد اللَّه بن سعد(٥) قال: أخبرني عمي قال أخبرنا سيف عن إسماعيل بن مسلم عن عمير بن فلان العبدي قال:
(١) بعده سقط في ط إلى ما قبل (ذكر علي بن أديم) بسطر واحد.
(٢) في الطبري: (٣: ٢٥٤): «عبيد اللَّه بن سعيد». وفي «الأصول»: «عبيد اللَّه بن سعد» وأثبت ما في «تهذيب التهذيب».
(٣) نص الطبري: «أن النبي ﷺ والمنذر بن ساوى اشتكيا في شهر واحد، ثم مات المنذر بعد النبي ﷺ بقليل وارتد بعده أهل البحرين».
(٤) التكملة من «تاريخ الطبري» (٣: ٢٥٤) في حوادث سنة ١١.
(٥) في «الأصول»: «عبيد اللَّه بن سعد». وانظر ما سبق في ص ٢٥٥.