ذكر عمرو بن بانة
  اجلدي اجلدي اجلدي ... إنّما أنت والده
  بين عبد اللَّه بن معن وأبي العتاهية
  أخبرني وكيع قال: حدّثني أبو أيوب المدينيّ قال:
  احتال عبد اللَّه بن معن فضرب أبا العتاهية ضربا غير مبرّح، إشفاقا مما يغنّى(١) به، فقال:
  اجلدي اجلدي اجلدي ... إنّما أنت والده
  / أخبرني محمد بن يحيى قال: حدّثنا الغلابي قال: حدّثني مهدي قال:
  تهدد عبد اللَّه بن معن أبا العتاهية وخوّفه ونهاه أن يعرض لمولاته سعدى، فقال أبو العتاهية قوله:
  ألا قل لابن معن والذي في الودّ قد حالا
  لقد بلَّغت ما قال ... فما باليت ما قالا
  ولو كان من الأسد ... لما راع ولا هالا
  فصغ ما كنت حلَّيت ... به سيفك خلخالا
  فما تصنع بالسيف ... إذا لم تك قتّالا
  ولو مدّ إلى أذني ... هـ كفّيه لما نالا
  قصير الطَّول والطَّول ... فلا شبّ ولا طالا
  أرى قومك أبطالا ... وقد أصبحت بطَّالا
  فزع عبد الملك وعبد اللَّه بن معن من الهجاء
  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني الحسن بن علي الرازي قال حدّثني أحمد بن أبي فنن قال:
  كنّا عند ابن الأعرابي فذكر قول يحيى بن نوفل في عبد الملك بن عمير القاضي:
  إذا كلَّمته ذات دلّ لحاجة ... فهمّ بأن يقضي تنحنح أو سعل
  وأن عبد الملك بن سليمان بن عمير(٢) قال: تركني واللَّه وإنّ السّعلة لتعرض لي في الخلاء فأذكر قوله فأتركها. قال: فقلت له: هذا عبد اللَّه بن معن بن زائدة يقول له أبو العتاهية:
  فصغ ما كنت حلَّيت ... به سيفك خلخالا
  وما تصنع بالسيف ... إذا لم تك قتّالا
  / قال: فقال عبد اللَّه: ما لبست السيف قطَّ فلمحني إنسان إلا قلت إنّه يحفظ شعر أبي العتاهية فيّ، فينظر إليّ بسببه. فقال ابن الأعرابي: اعجبوا إليه لعنه اللَّه يهجو مولاه(٣)! وكان أبو العتاهية من موالي بني شيبان.
(١) أي من غنائه ها، مب: «من كثرة من» وفي سائر النسخ. ما عدا ج: «ممن».
(٢) ط، ها، مب: «عبد الملك بن عمير».
(٣) ط، ها، مب: «اعجبوا لعبد يهجو مولاه».