ذكر عمرو بن بانة
  هجاء أبي العتاهية لعبد اللَّه بن معن
  وقال محمد بن موسى في خبره: وقال أبو العتاهية يهجو عبد اللَّه بن معن:
  لا تكثرا يا صاحبي رحلي ... في شتم من أكثر من عذلي
  سبحان من خصّ ابن معن بما ... أرى به من قلَّة العقل
  قال ابن معن وجلا نفسه ... علي من الجلوة يا أهلي(١)
  أنا فتاة الحيّ من وائل ... في الشّرف الباذخ والنّبل
  ما في بني شيبان أهل الحجى ... جارية واحدة مثلي
  يا ليتني أبصرت دلَّالة ... تدلَّني اليوم على فحل
  والهفتا اليوم على أمرد ... يلصق منّي القرط بالحجل
  أتيته يوما فصافحته ... فقال دع كفّي وخذ رجلي
  يكنى أبا الفضل فيا من رأى ... جارية تكنى أبا الفضل
  قد نقّطت في خدّها نقطة ... مخافة العين من الكحل(٢)
  / إن زرتموها قال حجّابها ... نحن عن الزوّار في شغل
  مولاتنا خالية عندها ... بعل ولا إذن على البعل
  قولا لعبد اللَّه لا تجهلن ... وأنت رأس النّوك والجهل
  أتجلد الناس وأنت امرؤ ... تجلد في الدّبر وفي القبل
  / تبذل ما يمنع أهل الندى ... هذا لعمري منتهى البذل
  ما ينبغي للناس أن ينسبوا ... من كان ذا جود إلى البخل
  وقال في ضربه إياه:
  ضربتني بكفّها بنت معن ... أوجعت كفّها وما أوجعتني
  ولعمري لولا أذى كفّها إذ ... ضربتني بالسّوط ما تركتني
  هجاء أبي العتاهية ليزيد بن معن
  أخبرني ابن عمار قال حدّثني محمد بن موسى. وأخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني جبلة بن محمد(٣) قالا:
  لما اتصل هجاء أبي العتاهية بعبد اللَّه بن معن غضب من ذلك أخوه يزيد بن معن، فهجاه أبو العتاهية فقال:
  بنى معن ويهدمه يزيد ... كذاك اللَّه يفعل ما يريد
  فمعن كان للحساد غمّا ... وهذا قد يسرّ به الحسود
  يزيد يزيد في منع وبخل ... وينقص في النوال ولا يزيد
(١) الجلوة، بالفتح والكسر: مصدر جلا العروس على بعلها. والجلوة بالكسر: ما تعطاه عند ذلك من مال أو هدية.
(٢) بعد هذا سقط في مب ينتهي في ٣٠١.
(٣) ما عدا ط، ها: «علي بن محمد».