ذكر آدم بن عبد العزيز وأخباره
  اسقنيها وغنّني ... قبل أخذ الزّبانيه
  اسقنيها مدامة ... مزّة الطعم صافية(١)
  ثمّ من لامنا علي ... ها فذاك ابن زانيه
  فيه خفيف رمل بالبنصر ينسب إلى أحمد بن المكي، وإلى حكم الواديّ.
  شعر له في الخمر وفي الغزل
  قال: وآدم الذي يقول:
  أقول وراعني إيوان كسرى ... برأس معان أو أدر وسفان(٢)
  وأبصرت البغال مربّطات ... به من بعد أزمنة حسان(٣)
  / يعزّ على أبي ساسان كسرى ... بموقفكنّ في هذا المكان
  / شربت على تذكَّر عيش كسرى ... شرابا لونه كالزعفران
  ورحت كأنّني كسرى إذا ما ... علاه التاج يوم المهرجان
  قال وهو الذي يقول:
  أحبّك حبّين لي واحد ... وآخر أنّك أهل لذاك
  فأما الذي هو حبّ الطباع ... فشئ خصصت به عن سواك
  وأما الذي هو حبّ الجمال ... فلست أرى ذاك حتّى أراك
  ولست أمنّ بهذا عليك ... لك المنّ في ذا وهذا وذاك
  عتاب صديقه فليح له بعد لقائه خالصة
  أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدّثني عمي عن فليح بن سليمان قال:
  مررنا يوما مع خالصة(٤) في موكبها، فوقفت على آدم بن عبد العزيز فقالت: يا أخي طلبت منا حاجة فرفعناها لك إلى السيّدة(٥) وأمرت بها وهي في الديوان، فساء ظنّك بها فقعدت عن تنجّزها. قال: فموّه لها عذرا اعتذر به فوقفت عن الموكب حتّى مضت، ثم قلت له: أخملت نفسك، واللَّه ما أحسب أنّه حبسك عنها إلا الشراب، أنت ترى الناس يركضون خلفها وهي ترفّ عليك لحاجتك(٦). فقال: واللَّه هو ذاك، إذا أصبحت فكل كسرة ولو بملح،
(١) جاءت هنا على الصواب في ح: «مزة». وفي سواها بالراء المهملة.
(٢) كذا ورد هذا العجز، وفي ح، أ، م، ها: «ادرواسفان».
(٣) ح: «حصان».
(٤) خالصة هذه جارية من جواري الخيزران أم الهادي والرشيد، وكانت ذات نفوذ عظيم. انظر الطبري (١٠: ٣٠، ٣٧) و «مجالس ثعلب» ٤٧٥.
(٥) هي الخيزران. أ: «إلى الميرة» ح: «إلى الميدة» محرّفتان.
(٦) رفه: حاطه وعطف عليه، ونصح وأشفق.