كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحزين ونسبه

صفحة 223 - الجزء 15

  صحب الحزين رجلا من بني عامر بن لؤيّ يلقب أبا بعرة، وكان استعمل على سعايات فلم يصنع إليه خيرا⁣(⁣١)، وكان قد صحب قبله عمرو بن مساحق وسعد بن نوفل⁣(⁣٢) فأحمدهما⁣(⁣٣)، فقال له:

  /

  صحبتك عاما بعد سعد بن نوفل ... وعمرو فما أشبهت سعدا ولا عمرا

  وجادا كما قصّرت في طلب العلا ... فحزت به ذمّا وحازا به شكرا

  أبو بعرة وابن أبي عتيق

  قال: وأبو بعرة هذا هو الذي كان يعبث⁣(⁣٤) بجارية لابن أبي عتيق، فشكته إليه فقال لها: عديه فإذا جاءك فأدخليه إليّ. ففعلت فأدخلته عليه، وهو وشيخ من نظرائه جالسان في حجلة⁣(⁣٥)، فلما رآهما قال: أقسم باللَّه ما اجتمعتما إلَّا على ريبة. فقال له ابن أبي عتيق: استر علينا ستر اللَّه عليك.

  قال: وآل أبي بعرة هم موالي آل أبي سمير. قال: فلما ولي المهديّ باعوا ولاءهم منه.

  بقية هجاء الحزين لأبي بعرة

  قال الزبير: وأنشدني عمي تمام الأبيات التي هجا بها أبا بعرة - وسمّاه لي فقال: وكان اسمه عيسى - وهي:

  أولاك الجعاد البيض من آل مالك ... وأنتم بنو قين لحقتم به نزرا

  - نصب «نزرا» على الحال، كأنه قال: لحقتم به نزرا قليلا من الرجال -

  نسوق بيعورا أميرا كأنما ... نسوق به في كلّ مجمعة وبرا⁣(⁣٦)

  فإن يكن البيعور ذمّ رفيقه ... قراه فقد كانت إمارته نكرا⁣(⁣٧)

  ومتّبع البيعور يرجو نواله ... فقد زاده البيعور في فقره فقرا⁣(⁣٧)

  / أخبرني الحرمي قال: حدّثني الزبير قال: حدّثني صالح، عن عامر بن صالح قال:

  مدح الحزين عمرو بن عمرو بن الزبير فلم يعطه شيئا.

  هجاء الحزين لعمرو بن عمرو بن الزبير

  وأخبرني بهذا الخبر عمي تامّا واللفظ له، ولم يذكر الزبير منه إلَّا يسيرا، قال: حدّثنا الكراني قال: حدّثنا العمري قال: حدّثني عطاء بن مصعب، عن عاصم بن الحدثان قال:


(١) السعاية: العمل على الصدقات. ب، س: «فلم يصنع معه خيرا».

(٢) ح، أ، م: «عمرو بن مساحق» فقط.

(٣) أحمد فلانا: رضي فعله ومذهبه. ب، س: «فحمدها»، وسائر النسخ: «فأحمدهما».

(٤) في جمهور الأصول: «يبعث»، والوجه ما أثبت من مب، ها، ف.

(٥) الحجلة: بيت كالقبة يستر بالثياب.

(٦) كذا في م، مب. وهو عبث باسمه «أبو بعرة». وفي ح، أ: «بيغورا» وفي ها، ف: «بيقورا» وفي س، ب: «بغبور»، وبغبور، بالضم: لقب ملك الصين، وليس مرادا. ف «دبرا». وفي سائر النسخ ما عدا مب: «زبرا» تحريف. والوبر: دويبة على قدر السنور من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء، يشبه بها الرجل تحقيرا له. انظر «اللسان» (وبر).

(٧) كذا في م، مب. وفي ح، أ: «البيغور» وفي ها، ف: «البيقور»، وفي س، ب: «البغبور».