كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الطفيل الغنوي وأخباره

صفحة 233 - الجزء 15

  كان طفيل أكبر من النابغة: وليس في قيس فحل أقدم منه.

  اعتزاز معاوية به

  قال: وكان معاوية يقول: خلَّوا لي طفيلا وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء.

  تلقيبه بطفيل الخيل

  أخبرني عبد اللَّه بن مالك النحوي قال: حدثنا محمد بن حبيب قال:

  كان طفيل الغنوي يسمّى «طفيل الخيل» لكثرة وصفه إيّاها.

  أخبرني محمد بن الحسين الكندي خطيب مسجد القادسية، قال: حدّثني الرياشي قال: حدّثني الأصمعي قال:

  كان أهل الجاهلية يسمّون طفيلا الغنويّ «المحبّر»؛ لحسن وصفه الخيل⁣(⁣١).

  أوصف العرب للخيل

  أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال: حدّثني محمد بن يزيد قال: قال أبو عبيدة: طفيل الغنويّ، والنابغة الجعديّ، وأبو دواد الإياديّ، أعلم العرب بالخيل وأوصفهم لها.

  أعف بيت

  أخبرني عمي قال حدّثنا محمد بن سعد الكراني قال: حدّثنا العمري عن لقيط قال: قال قتيبة بن مسلم لأعرابيّ من غنيّ قدم عليه من خراسان: / أيّ بيت قالته العرب أعفّ؟ قال: قول طفيل الغنوي:

  /

  ولا أكون وكاء الزاد أحبسه ... لقد علمت بأنّ الزاد مأكول⁣(⁣٢)

  أجود بيت في الحرب وفي الصبر

  قال: فأيّ بيت قالته العرب في الحرب أجود؟ قال: قول طفيل:

  بحيّ إذا قيل اركبوا لم يقل لهم ... عواوير يخشون الرّدى أين نركب⁣(⁣٣)

  قال: فأيّ بيت قالته العرب في الصّبر أجود؟ قال: قول نافع بن خليفة الغنوي:

  ومن خير ما فينا من الأمر أنّنا ... متى ما نوافي موطن الصّبر نصبر

  قال: فقال قتيبة: ما تركت لأخوانك من باهلة؟ قال: قول صاحبهم:

  وإنا أناس ما تزال سوامنا ... تنوّر نيران العدوّ مناسمه⁣(⁣٤)


(١) ب، س، م: «يسمون طفيلا الغنوي طفيل الخيل لشدة وصفه الخيل».

(٢) في «الديوان» ٣٢: «إني لأعلم أن الزاد».

(٣) في معظم الأصول: «يجيء» و «عواوين» صوابهما في مب، ف و «الديوان» ص ٢٠. وفي «الشعر والشعراء» ٤٢٣: «بخيل».

والعواوير: جمع عوار، كرمان، وهو الضعيف الجبان السريع الفرار.

(٤) نسب البيتان في ملحق «ديوان طفيل» ص ٦٥ إليه، مع أن النص هنا يقطع بأنهما لشاعر من باهلة.