كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب محمد بن حمزة بن نصير الوصيف وأخباره

صفحة 238 - الجزء 15

  فإذا برجل راكب على حمار يؤمّنا وهو يصيح: أحسنت يا أبا جعفر، أحسنت واللَّه! فقلنا: اصعد إلينا كائنا من كنت. فصعد وقال: لو منعتموني من الصّعود لما امتنعت. ثم سفر اللَّثام عن وجهه فإذا هو مخارق، فقال: يا أبا جعفر أعد عليّ صوتك. فأعاده فشرب رطلا من شرابنا وقال: لولا أنّي مدعوّ الخليفة لأقمت عندكم واستمعت هذا الغناء الذي هو أحسن من الزّهر، غبّ المطر.

  نسبة ما في هذه الأخبار من الغناء

  منها:

  صوت

  مرّبي سرب ظباء ... رائحات من قباء

  زمرا نحو المصلَّى ... يتمشّين حذائي⁣(⁣١)

  فتجاسرت وألقي ... - ت سرابيل الحياء

  وقديما كان لهوي ... وفتوني بالنّساء⁣(⁣٢)

  / الغناء لإسحاق مما لا يشكّ فيه من صنعته، ولحنه من ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى / وذكر محمد بن أحمد المكي أنه لجدّه يحيى. وذكر حبش أنّ فيه لابن جامع ثاني ثقيل بالوسطى.

  ومنها:

  صوت

  يا بشر إني فاعلمي ... واللَّه مجتهدا يميني⁣(⁣٣)

  ما إن صرمت حبالكم ... فصلي حبالي أو ذريني

  استبدلوا طلب الحجا ... ز وسرّة البلد الأمين

  بحدائق محفوفة ... بالبيت من عنب وتين

  يا دار أقفر رسمها ... بين المحصّب والحجون

  أقوت وغيّر آيها ... طول التّقادم والسّنين

  الشعر للحارث بن خالد، والغناء لابن جامع في الأربعة الأبيات الأول، رمل بالوسطى، ولابن سريج في الخامس والسادس والأول والثاني ثقيل أول بالبنصر.


(١) زمرا: جماعات.

(٢) الفتون: الفتنة.

(٣) ما عدا ح، م، مب، ها، ف: «مجتهد».