أخبار الحسين بن مطير ونسبه
  / يقول فيها يمدحه:
  سلّ سيوفا محدثا صقالها ... صاب(١) على أعدائه وبالها
  وعند معن ذي الندى أمثالها
  فاستحسنها، وأجزل صلته.
  دعبل يأخذ من شعره
  أخبرني ابن عمار ويحيى بن عليّ، قالا: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهروية، قال: حدّثني أبو المثنى أحمد بن يعقوب بن أخت أبي بكر الأصم قال:
  كنا في مجلس الأصمعيّ، فأنشده رجل لدعبل بن عليّ:
  أين الشباب وأية سلكا
  فاستحسنا قوله(٢):
  لا تعجبي يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
  فقال الأصمعيّ: هذا أخذه من قول الحسين بن مطير:
  أين أهل القباب بالدهناء ... أين جيراننا على الأحساء
  فارقونا والأرض ملبسة نو ... ر الأقاحي يجاد بالأنواء(٣)
  كلّ يوم بأقحوان جديد ... تضحك الأرض من بكاء السماء(٤)
  أخبرني يحيى بن عليّ بن يحيى، قال: حدّثني محمد بن القاسم الدينوريّ، قال: حدّثني محمد بن عمران الضبيّ، قال:
  أبياته تسهر المهدي
  قال المهدي للمفضل الضبيّ: أسهرتني البارحة أبيات الحسين بن مطير الأسديّ. قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: قوله:
  /
  وقد تغدر الدنيا فيضحي فقيرها ... غنيا ويغنى بعد بؤس فقيرها
  فلا تقرب الأمر الحرام فإنه ... حلاوته تفنى ويبقى مريرها
  وكم قد رأينا من تغير عيشة ... وأخرى صفا بعد أكدرار غديرها
  فقال له المفضل: مثل هذا فليسهرك يا أمير المؤمنين.
(١) صاب: انصب في غزارة.
(٢) كذا في ف. وفي الأصول: فاستحسنها. وفي «الخزانة»: «فاستحسنها كل من كان حاضرا في المجلس، وأكثروا التعجب من قوله».
(٣) في «الخزانة»: «جاورونا» في موضع: «فارقونا». و «تجاد»: في موضع «يجاد».
(٤) كذا في ف و «الخزانة». وفي الأصول: «عن مهل السماء».